0
رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه

اسد السنه
 

كتابة وتقديم الشيخ بلال بن احمد قنديل (ابو يوسف)

من خطباء انصار السنة

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله تعالى فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده الله ورسوله يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)
أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وأحسن الهدي هدي محمد صلِّ الله عليه وسلم ، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار، وإن ما قل وكفى خير مما كثر وألهى، وإن ما توعدون لآت وما أنتم بمعجزين

ان الإسلام قد طلب من الناس في أول الأمر أن يبذلوا دماءهم فبذلوها، وطلب منا الآن أن نبذل دماءنا فضننا وبخلنا وجبنا. فهذا طلحة بن عبيد الله كان يقي النبي صلى الله عليه وسلم من تلك السهام؛ لأنه يعلم أن الضحية سيكون رسول الله صلى الله عليه وسلم، ففداه بظهره وبطنه ودماغه وكل شيء في بدنه. وهذا أبو بكر الصديقرضي الله عنه الذي ضرب المثل الأعلى بعد رسول الله في هذه الأمة في كل ميادين الحياة، لما أمر النبي عليه الصلاة والسلام بالهجرة من مكة إلى المدينة، وذهب إلىأبي بكر فقال: الصحبة الصحبةَ يا رسول الله، فأحضر بعيرين له وللنبي صلى الله عليه وسلم، فلما أخذا طريقهما في صحراء مكة وتبعهما سراقة بن مالك بن جعشم و أبو بكر ينظر إليه تارة فيسبق النبي ويتأخر عنه مخافة عليه، فلما اقترب سراقة منهما بكى أبو بكر، فقال النبي عليه الصلاة والسلام: علام تبكي يا أبا بكر ؟ قال: إن سراقةتبعنا يا رسول الله، فوالله لست على نفسي أبكي إنما أبكي عليك، فقال النبي عليه الصلاة والسلام: اللهم أكفناه بما شئت وكيف شئت، فساخت فرس سراقة في الصخر حتى استقرت على بطنها، فأتاهما سراقة يمشي على رجليه. وكذلك احتاج الإسلام من الصحابة رضي الله عنهم بذل المال فلم يضنوا به مع الحاجة والفقر، فهذاأبو بكر يأتي بكل ماله -لما علم أن الإسلام في حاجة إلى المال- ووضعه بين يدي النبي عليه الصلاة والسلام، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: ماذا تركت لأهل بيتك يا أبا بكر ؟ قال: تركت لهم الله ورسوله. ولذلك لا غرابة بعد ذلك أن يقول النبي عليه الصلاة والسلام: (لو وزن إيمان الأمة بإيمان أبي بكر لرجح إيمان أبي بكر). وهذاعمر بن الخطاب رضي الله عنه يأتي بشطر ماله، فلما وجد أبا بكر قد أتى بجميع ماله قال: والله يا أبا بكر لا أسابقك إلى خير قط، فإني ما سابقتك إلى شيء إلا قد سبقتني إليه. وهذا أبو طلحة الأنصاري زيد بن سهل رضي الله عنه لما نزل قول الله تبارك وتعالى: clip_image001لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ clip_image002[آل عمران:92] كان له بستان عظيم جداً بجوار المسجد النبوي في ذلك الوقت، فقال للنبي عليه الصلاة والسلام: والله -يا رسول الله- إن أحب مالي إلي بيرحاء هذا البستان، فخذه فضعه حيث أمرك الله عز وجل. هذا رجل من الصحابة وهو نموذج فريد لبذل أحب ما يملكون من مال لله سبحانه، فمن منا يمكن أن يصنع ذلك؟ الجواب: لا، لماذا؟ لفقدان الإيمان أو قلته، ولو كان عندنا من الإيمان الشيء الكثير لدفعنا إلى أن نصنع كما صنع الصحابة، وأن نعلي كلمة الله كما أعلاها الصحابة رضي الله عنهم أجمعين. وهذه أم سليم الرميصاء رضي الله عنها زوجة أبي طلحة الأنصاريرضي الله عنه، كان الضيف ينزل بالنبي عليه الصلاة والسلام فيقول: (هل فيكم من يضيف هذا؟ فيسكت القوم أجمعون -وهذا دليل على أنه ليس في بيوتهم شيء-، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: يا أبا طلحة! خذ هذا وضيفه، فلما صدر إليه الأمر ما كان منه إلا أن ينصرف بضيف رسول الله إلى بيته، فلما دخل على أم سليم ، قالت: من هذا يا أبا طلحة ؟ قال: هذا ضيف رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أمرني أن أضيفه، فقالت: نعم الضيف، ولكن ليس عندي إلا طعام الأولاد، فاجتهدت في أن ينام الأولاد، فلما أفلحت في ذلك أحضرت الطعام ووضعته بين يدي أبي طلحة، وقالت: إن هذا الطعام لا يكفي إلا لواحد فقط يا أبا طلحة، فإذا وضعته بين يدي الضيف فأطفئ السراج، واصنع بيدك وفمك ما يصنع الآكل حتى توهمه أنك تشاركه في الطعام والشراب، ففعل ذلك أبو طلحة رضي الله عنه حتى أكل الضيف جميع الطعام، فلما أصبح الصباح وغديا على رسول الله في صلاة الفجر، فقال النبي عليه الصلاة والسلام: يا أبا طلحة! لقد عجب الله من صنيعكما تلك الليلة) ما الذي دفع أم سليم إلى هذا الفعل وما الذي دفع أبا طلحة إلى هذا الفعل؟ إنه الإيمان بالله عز وجل، هذه الحلقة المفقودة عندنا الآن هي التي دفعت الصحابة رضي الله عنهم إلى نصرة هذا الدين بأموالهم وأنفسهم. وهذا أبو هريرة رضي الله عنه الذي قال: كنت أعتمد بكبدي على الأرض من شدة الجوع، ولكنه إذا نودي للبذل والعطاء كان من أسرع الناس استجابة لشدة إيمانه بالله عز وجل ليس هذا فحسب بل منهم من قدم اكثر من ذلكفانظر إلى بلال وهو عبد، كان يسحب على رمضاء مكة تارة على بطنه وتارة على ظهره من أجل أن يكفر، فكان يقول: أحدٌ أحد، انظر إلى هذا الجلد وإلى هذا الصبر، لقد حققوا قول الله عز وجل clip_image001[1]وَالْعَصْرِ * إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ clip_image002[1][العصر:1-3]. نعم إنهم قد حققوا الإيمان بالله وقد عملوا بمقتضى هذا الإيمان وصبروا على الأذى فيه، وتواصوا فيما بينهم بالحق والصبر، إنهم قد حققوا ذلك، حتى رآه أبو بكر رضي الله عنه فاشتراه وأعتقه. يقول عمر رضي الله عنه مكافأة لهذا العبد: أبو بكر سيدنا أعتق سيدنا. انظروا إلى هذا التواضع الجم من أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه الذي له شأن وباع وإذا ذُكر ذكر العدل كله وذكرت الشهامة كلها، أن يقول في حق عبد: هو سيدنا. ولذلك هذا أبو ذر الغفاري رضي الله عنه، وهو نموذج فريد من نماذج الصحابة الذين بذلوا لله عز وجل، لما ورد على النبي صلى الله عليه وسلم فسمع منه ما سمع من القرآن والحديث شرح الله صدره للإسلام فأسلم، فقال النبي عليه الصلاة والسلام: يا أبا ذر! أذهب إلى قومك فمرهم وانههم، فقال أبو ذر : والله لا أفعل حتى ألقي بها بين ظهرانيهم حول الكعبة، فخرج فقال: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، فاجتمع عليه صناديد الكفر والشرك في مكة فضربوه حتى أدموه، ولم يحجزهم عنه إلا العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه، قال: يا قوم! ألا تدرون أن هذا من غفار وأنها قرية بالشام وأنكم في طريق تجارتكم تمرون بها، فربما انتقموا منكم أو منعوكم من التجارة. فلما علموا ذلك وأن هذا يؤثر على مصلحتهم في دنياهم كفوا عنه. هذا هو الإيمان بالله الذي دفعه إلى فعل هذا. وهذا خباب بن الأرت رضي الله عنه (أتى إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو متوسد بردة في ظل الكعبة وقد مسه أذى المشركين، فقال: يا رسول الله! ألا تدعو لله لنا؟ ألا تستنصر لنا -أي: تطلب النصر من الله تبارك وتعالى-؟ فجلس النبي صلى الله عليه وسلم محمر الوجه وقال: إن الرجل فيمن كان قبلكم كان ينشر بالمناشير ما بين لحمه وعصبه وعظمه لا يرده ذلك ولا يصرفه عن دينه). انظر إلى هذا التأصيل الإيماني العقدي، أنت تريد أن أدعو الله لك أن يصرف عنك هذا، بل هذا سنة عظيمة من سنن الله تبارك وتعالى الكونية: أنه لا بد من صقل هذه القلوب وصقل هذه النفوس لتتحمل بعد ذلك في ذات الله عز وجل، ثم قال: (وإن الرجل ليوضع المنشار في مفرق رأسه فينشر نصفين حتى يلقى على الأرض قطعتين لا يرده ذلك عن دينه -ثم تأتي البشارة بعد هذا النكد وبعد هذا الألم-، وليتمن الله تبارك وتعالى هذا الأمر -أي: هذا الدين- حتى يدخل في كل بيت حجر أو مدر، وإن الراكب ليسير من صنعاء إلى حضرموت لا يخشى إلا الله والذئب على غنمه).وهذا صهيب عندما اراد ان يخرج مهاجراً الي المدينه وحين استطاع الانطلاق في الصحراء،أدركه قناصة قريش، فصاح فيهم: "يا معشر قريش، لقد علمتم أني من أرماكم رجل،وايم الله لا تصلون إلي حتى أرمي بكل سهم معي في كنانتي ثم أضربكم بسيفي، حتى لايبقى في يدي منه شيء، فأقدموا إن شئتم، وإن شئتم دللتكم على مالي وتتركوني وشأني

فقبلالمشركين المال وتركوه قائلين: أتيتنا صعلوكًا فقيرًا، فكثر مالك عندنا، وبلغتبيننا ما بلغت، والآن تنطلق بنفسك وبمالك. فدلهم على ماله وانطلق إلى المدينة،فأدرك الرسول clip_image003 في قباء, ولم يكد يراه الرسول r حتى ناداه متهللاً: "ربح البيعأبا يحيى.. ربح البيع أبا يحيى", فقال: يا رسول الله، ما سبقنيإليك أحدٌ، وما أخبرك إلا جبريل.

ليس هذا فحسب بل ان المراءة ايضاًكان لها دور كبير علي التحمل والصبر وعلو الهمه والايمان فهذه ام عمار بن ياسر سميه التي عزبت ومزقت واشفق النبي صلِّ الله عليه وسلم عليها وعلي ولدها وزوجها من شدة التعذيب فكان اذا مر بيهم يقول صبرا أل ياسر فإن موعدكم الجنه ومع كل ما فُعل بها لم تترك هذا الدين حتي قتلت وكانت اوال شهيده في الاسلام وهذه ام سلمه التيعذبت نفسيا وجسديا ولكنها صبرت في سبيل الله فلم يخيب الله صبرها, ولمَ شملها مع زوجها وابنها بعد فراق قارب السنة فأي ايمان هذا الذي كان في قلوب هؤولاء الذي دفعهم علي ان يختارو العذب ويتحملوه اهون عليهم من ان يتركو هذا الدين الذي حاربو و جاهدو من اجل ان يحكمو بشريع الله هؤولاء هم الرجال الذين صدق فيهم قول الله تعالي من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا

فيجب علينا عباد الله ان نجدد البيعه والعهد مع الله عزوجل علي ان نقدم الغالي والنفيس من اجل اعلاء كلمة الحق ونصرة الدين ونصرة شرع الله عزوجل وأخيرً اوصيكم ونفسي بتقوي الله عزوجل والسمع والطاعه والله الموفق هذا ما اعلم والله اعلي واعلم واسئل الله العظيم رب العرش العظيم ان يجعله في ميزان حسناتي اسئلكم الدعاء.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
تعريب وتطوير مدونة الفوتوشوب للعرب | تعديل التصميم : ابوعبدالله عبداللطيف بن أحمد المصرى | 01148521721 |
جمعية أنصار السنة المحمدية .. فرع الخصوص © 2011 | عودة الى الاعلى
Designed by Chica Blogger