0
فضل القرآن

 

تقديم وتعليق بلال بن احمد قنديل (ابو يوسف)القرآن

               من خطباء انصار السنة

أهل القرآن هم أهل الله

  • عن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن لله تعالى أهلين من الناس . قالوا : يا رسول الله من هم ؟ قال : هم أهل القران أهل الله وخاصته). (صحيح الجامع2165)
  • حديث أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه). (صحيح مسلم)

صاحب القرآن يرتقى في درجات الجنة بقدر ما معه من القرآن

  • عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يقال لصاحب القران اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها). (صحيح الجامع8122)

القرآن يقدم صاحبه عند الدفن

  • حديث جابر رضي الله عنه كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجمع بين الرجلين من قتلى أحد في ثوب واحد ثم يقول : أيهم أكثر أخذاً للقرآن؟ فإذا أشير إلى أحدهما قدمه في اللحد. (صحيح البخاري)

نزول الملائكة والسكينة والرحمة للقرآن وأهله

  • حديث أبى هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه فيما بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده). (صحيح مسلم)

مضاعفة ثواب قراءة الحرف الواحد من القرآن أضعافاً كثيرة

  • حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من قرأ حرفاً من كتاب الله فله به حسنة ، والحسنة بعشر أمثالها لا أقول (الم) حرف ولكن : ألف حرف ولام حرف ، وميم حرف). (صحيح الجامع 6469)

إكرام حامل القرآن من إجلال الله تعالى

  • عن أبى موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن من إجلال الله إكرام ذي الشيبة المسلم وحامل القرآن غير الغالي فيه والجافي عنه وإكرام ذي السلطان المقسط ) . (حسن) (صحيح الجامع 2199)

صاحب القرآن يلبس حلة الكرامة وتاج الكرامة

  • حديث أبى هريرة رضي الله عنه : عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( يجيء صاحب القرآن يوم القيامة ، فيقول : يا رب حله ، فيلبس تاج الكرامة . ثم يقول : يا رب زده فيلبس حلة الكرامة ، ثم يقول : يا رب ارض عنه ، فيقال اقرأ وارق ويزاد بكل آية حسنة ) .(حسن) (صحيح الجامع8030)

القرآن يرفع صاحبه

  • قال عمر رضي الله عنه : أما إن نبيكم صلى الله عليه وسلم قد قال : ( إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواماً ويضع به آخرين ) . (صحيح مسلم)

(يرفع بهذا الكتاب): أي بقراءته والعمل به (ويضع به) : أي بالإعراض عنه وترك العمل بمقتضاه.

خيركم من تعلم القرآن وعلمه

  • حديث عثمان رضي الله عنه : عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (خيركم من تعلم القرآن وعلمه). (صحيح البخاري)

وصية النبي صلى الله عليه وسلم بالقرآن

  • قال طلحة بن مصرف : سألت عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنهما : هل كان النبي صلى الله عليه وسلم أوصى ؟ فقال : لا . فقلت : كيف كتب على الناس الوصية أو أمروا بالوصية ؟ قال : ( أوصى بكتاب الله) . (صحيح البخاري)

قال الحافظ : قوله ( كيف كتب على الناس الوصية ) أو كيف ( أمروا بالوصية ) أي كيف يؤمر المسلمون بشيء ولا يفعله النبي صلى الله عليه وسلم.

دعاء النبي صلى الله عليه وسلم لتلاء القرآن بالرحمة

  • حديث ابن عباس رضي الله عنهما : أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل قبراً ليلاً . فأسرج له سراج فأخذه من قبل القبلة وقال : ( رحمك الله إن كنت لأواهاً تلاء للقرآن ) وكبر عليه أربعاً. (قال الترمذي : حديث حسن)

فضل حافظ القرآن

  • حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن كمثل الأترجة ، ريحها طيب وطعمها طيب . ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن كمثل التمرة ، لا ريح لها وطعمها حلو . ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن مثل الريحانة ، ريحها طيب وطعمها مر ، ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة ، ليس لها ريح وطعمها مر). (البخاري ومسلم)

فضل الماهر بالقرآن والذي يتتعتع فيه

  • حديث عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (مثل الذي يقرأ القرآن وهو حافظ له مع السفرة الكرام ، ومثل الذي يقرأ وهو يتعاهده ، وهو عليه شديد فله أجران) . (البخاري ومسلم)

أذِن الله تعالى لمن يتغنى بالقرآن

  • حديث أبي هريرة رضي الله عنه أنه كان يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ما أذِن الله لشيء ما أذن لنبي يتغنى بالقرآن). (البخاري ومسلم)

غبطة صاحب القرآن

  • عن ابن عمر رضى الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا حسد إلا في اثنتين : رجل آتاه الله القرآن فهو يتلوه آناء الليل وآناء النهار ورجل آتاه الله مالاً فهو ينفقه آناء الليل وآناء النهار ).(البخاري ومسلم)

حفظ القرآن خير من متاع الدنيا

  • عن عقبة بن عامر الجهني قال : خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن في الصفة فقال : ( أيكم يحب أن يغدو إلى بطحان والعقيق فيأخذ ناقتين كوماوين زهراوين بغير إثم بالله ولاقطع (قطيعة) رحم ؟ ) قالوا : كلنا يا رسول الله ، قال : (فلئن يغدو أحدكم كل يوم إلى المسجد فيتعلم آيتين من كتاب الله خيرا له من ناقتين وإن ثلاث فثلاث مثل أعدادهن من الإبل). رواه مسلم

فضائل متنوعة

  • عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إذا قرأ ابن آدم السجدة فسجد اعتزل الشيطان يبكي يقول : يا ويله ) وفي رواية (ياويلى) (أمر ابن آدم بالسجود فسجد فله الجنة وأمرت بالسجود فأبيت فلي النار). (صحيح مسلم)

الله تعالى يباهى بالمجتمعين على القرآن الملائكة

  • عن معاوية رضى الله عنه : أن الرسول صلى الله عليه وسلم خرج على حلقة من أصحابه فقال : ( ما يجلسكم ؟ ) فقالوا : جلسنا نذكر الله تعالى ونحمده على ما هدانا الإسلام ، و من علينا به . فقال : (أتاني جبريل صلى الله عليه وسلم فأخبرني أن الله تعالى يباهي بكم الملائكة). (صحيح مسلم)
  • قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا عليّ إنها ستكون فتنة، فقلت: وما المخرج منها يا رسول الله؟... قال: كتاب الله عز وجل، فيه نبأ ما قبلكم وفصل ما بينكم وخبر ما بعدكم، وهو الفصل ليس بالهزل، من تركه من جبار قصمه الله ، ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله، وهو حبل الله المتين وهو الذكر الحكيم وهو الصراط المستقيم وهو الذي لا تلتبس به الألسن ولا تزيغ به الأهواء ولا يخلق عن كثرة الرد، ولا يشبع منه العلماء ولا تنقضي عجائبه ، وهو الذي لم يتناه الجن إذ سمعته أن قالوا: { إنا سمعنا قرآنا عجبا } من قال به صدق، ومن حكم به عدل، ومن اعتصم به فقد هدي إلى صراط مستقيم.
  • يؤتى بالقرآن يوم القيامة وأهله الذين كانوا يعملون به. تقدمه سورة البقرة وآل عمران وضرب لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة أمثال. ما نسيتهن بعد. قال كأنهما غمامتان أو ظلتان سوداوان. بينهما شرق. أو كأنهما حزقان من طير صواف. تحاجان عن صاحبهما.
  • إن الرجل الذي ليس في جوفه شيء من القرآن كالبيت الخرب.
  • الذي يقرأ القرآن وهو ماهر به مع السفرة الكرام البررة والذي يقرؤه وهو يشتد عليه فله أجران
  • إن القرآن يلقى صاحبه يوم القيامة حين ينشق عنه قبره كالرجل الشاحب يقول: هل تعرفني؟ فيقول له: ما أعرفك، فيقول: أنا صاحبك القرآن، الذي أظمأتك في الهواجر، وأسهرت ليلك، وإن كل تاجر من وراء تجارته، وإنك اليوم من وراء كل [تجارة]، قال: فيعطى الملك بيمينه، والخلد بشماله، ويوضع على رأسه تاج الوقار، ويكسى والداه حلتين، لا يقوم لهما أهل الدنيا، فيقولان: بم كسينا هذا؟ فيقال: يأخذ ولدكما القرآن، ثم يقال: اقرأ واصعد في [درج] الجنة وغرفها، فهو في صعود ما دام (يقرأ) هذا كان أو ترتيلا
  • أن النبي «صلى الله عليه وسلم» قال «إن الله تعالى يرفع بهذا الكلام أقواما ويضع به آخرين» رواه مسلم
  • يقول الله سبحانه وتعالى: ( من شغله القرآن وذكري عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين وفضل كلام الله سبحانه وتعالى عن سائر الكلام كفضل الله تعالى على خلقه) رواه الترمذي
  • أن رسول الله قال من قرأ القرآن وعمل بما فيه ألبس الله والديه تاجا يوم القيامة ضوؤه أحسن من ضوء الشمس في بيوت الدنيا فما ظنكم بالذي عمل بهذا)رواه أبو داود
  • عن النبي قال اقرؤوا القرآن فإن الله تعالى لا يعذب قلبا وعي القرآن وإن هذا القرآن مأدبة الله فمن دخل فيه فهو آمن ومن أحب القرآن فليبشر.
  • هل بعد ما قرأنا كل هذا عن القرآن هل سيهجر كما يفعل البعض او كما يأخذه البعض كالحبة الزرقاء ظناً منه انه بمجرد ان يضعة في بيته سيحفظه حتى وهو لا يقرئه  فالقرآن كلام الله بموجود بوجود الله  وينتفع به الاحياء وهو حياةً للقلوب  فأحيو قلوبكم بالقرآن جعله الله شفيعاً لنا يوم القيامة
  • الراجي رضا الله بلال (ابويوسف)أسئلكم الدعاء

0
عشر خطوات لمعالجة السرحان فى الصلاة

 
كتابة وتقديم الشيخ بلال بن احمد قنديل (ابو يوسف)
من خطباء انصار السنة
أولاً: استحضار هيبة الله تعالى
قبل أن تؤدي الصلاة. فهل فكرت يوماً وأنت تسمع الأذان بأن جبار السماوات والأرض يدعوك
للقائه في الصلاة..؟
ثانياً: يجب عقد النية والتصميم على التركيز في الصلاة ليتقبلها الله سبحانه وتعالى
والاستعاذة من الشيطان.
ثالثاً: إننا في حديث مع الله فيجب ألا تؤدي الصلاة كمجرد مهمة فعندما تقرأ سورة الفاتحة
في الصلاة تشعر بأنك في حوار خاص
بينك وبين خالقك ذي القوة المتين.
رابعاً: استحضار المعنى باشراك القلب والعقل مع اللسان فى تدبر كل كلمة والاحساس بها وبمعناها قال الله تعالى: (والذين هم في صلاتهم خاشعون) سورة المؤمنون.
خامساً: عدم النظر إلى السماء.
- قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ما بال أقوام يرفعون أبصارهم إلى السماء فى
صلاتهم فاشتد قوله فى ذلك حتى قال لينتهن أو لتخطفن أبصارهم.
سادساً: عدم الالتفات.
- فإن الاختلاس يختلسه الشيطان من صلاة العبد فإذا صليتم فلا تلتفتوا فإن الله ينصب وجهه لوجه عبده فى صلاته مالم يلتفت فإذا التفت انصرف عنه.
سابعاً: عدم التثاؤب.
- قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم التثاؤب فى الصلاة من الشيطان عند التثاؤب
يقبض الفكين على بعضهما جيداً أو بوضع اليد على الفم.
ثامناً: عدم التشكك.
- لا يتشكك من اى هاجس فاذا تشكك من أي شيء كصحة وضوءه أو عدد الركعات استعاذ
بالله من الشيطان وأكمل صلاته.
تاسعاً: عدم القراءة سراً وأيضاً عدم رفع الصوت عالياً.
- فيجب أن يسمع نفسه فقط لقوله تعالى فى سوره الإسراء
(ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلا).
عاشراً: اتقان الصلاة وذلك يكون بالتأني في أدائها وإعطاء كل ركن حقه والدعاء عند السجود بتركيز فى الرجاء فى الله تعالى بإجابته.

0
حرمة الدماء

للشيخ بلال بن احمد قنديل (ابو يوسف)

من خطباء انصار السنة

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين اما بعد.

لاشك ان حرمه الدماء عند الله شياء عظيم والدليل علي ذلك من الكتاب

1-(وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (27) لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (28) إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ (29) فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ (30) فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ (31) مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ (32)

[المائدة :27-32]

قال الحافظ ابن كثير رحمه الله: يقول تعالى مبينا وخيم عاقبة البغي والحسد والظلم في خبر ابني آدم لصلبه -في قول الجمهور-وهما هابيل وقابيل كيف عدا أحدهما على الآخر، فقتله بغيا عليه وحسدا له، فيما وهبه الله من النعمة وتَقَبّل القربان الذي أخلص فيه لله عز وجل، ففاز المقتول بوضع الآثام والدخول إلى الجنة، وخاب القاتل ورجع بالصفقة الخاسرة في الدنيا والآخرة. تفسير ابن كثير (3 / 82)

وفيما يأتي نستعرض الأدلة الصريحة من الكتاب والسنة الصحيحة في حرمة الدماء عموما وسفكها بغير وجه حق، وحرمة سفك دم المسلم على وجه أخص.

2-قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ

3-وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللهِ إِلَهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً. يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً. إِلا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللهُ غَفُوراً رَّحِيماً".

4-وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَاناً فَلا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُوراً
5-مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرائيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً".

6-وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً".
واليكم الدليل من السنه

حرمه المؤمن اعظم عند الله من حرمه الكعبه.

1-وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنه قال رأيت رسول الله يطوف بالكعبة ويقول:
ما أطيبك وأطيب ريحك ما أعظمك وأعظم حرمتك والذي نفس محمد بيده لحرمة المؤمن أعظم عند الله حرمة منك ماله ودمه وأن نظن به إلا خيراً
رواه ابن ماجة وصححه العلامة الألباني في صحيح الترغيب 2/630.
ونظر ابن عمر رضي الله عنه يوماً إلى البيت أو إلى الكعبة فقال ما أعظمك وأعظم حرمتك والمؤمن أعظم حرمة عند الله منك
رواه الترمذي.

2-وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله لن يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دماً حراماً . رواه البخاري ونقل الحافظ ابن حجر العسقلاني عن الشيخ ابن العربي قوله: الفسحة في الدين سعة الأعمال الصالحة حتى إذا جاء القتل ضاقت لأنها لا تفي بوزره , والفسحة في الذنب قبوله الغفران بالتوبة حتى إذا جاء القتل ارتفع القبول ] فتح الباري 12/233.

3-عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه عن النبي قال لزوال الدنيا أهون على الله من قتل رجل مسلم رواه الترمذي وهو حديث صحيح كما قال العلامة الألباني في صحيح سنن الترمذي 2/56.

4-وجاء في رواية أخرى عن البراء بن عازب رضي الله عنه أن رسول الله قال/ لزوال الدنيا أهون على الله من قتل مؤمن بغير حق ولو أن أهل سماواته وأهل أرضه اشتركوا في دم مؤمن لأدخلهم الله النار
وهو حديث صحيح كما قال العلامة الألباني في صحيح الترغيب 2/629.
5-وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال النبي : لا يحل دم امرئ مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله إلا بإحدى ثلاث: الثيب الزاني والنفس بالنفس والتارك لدينه المفارق للجماعة رواه مسلم.
6-رواي البخاري عن عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " الكبائر: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، وقتل النفس، واليمين الغموس.

7-وروى البخاري أيضاً من حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: "إني من النقباء الذين بايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ بايعناه على أن لا نشرك بالله شيئا، ولا نزني، ولا نسرق، ولا نقتل النّفس التي حرم الله "
8-وروى أيضاً عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أول ما يقضى بين الناس يوم القيامة في الدماء.
9-وروى أيضاً عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما : أنَّ النبيَّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: «أبغضُ الناس إلى الله ثلاثةٌ: مُلحِدٌ في الحرَم، ومُبْتغٍ في الإسلام سنَّةَ الجاهلية، ومُطَّلِبُ دمِ امرىء بغير حقّ ليهريقَ دمَه».
10-وروى أيضاً من حديث أُسامة بنَ زيد بن حارثةَ ـ رضيَ الله عنهما ـ يُحدِّث قال: «بعَثَنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - إلى الحُرَقة من جُهَينةَ، قال فصبَّحنا القومَ فهزمناهم. قال: ولحِقتُ أنا ورجلٌ منَ الأنصار رجلاً منهم، قال فلما غَشِيناهُ قال: لا إلهَ إلا الله، قال: فكفَّ عنه الأنصاريُّ، فطعنتُهُ برُمحي حتى قتلته. قال: فلما قَدِمنا بلغَ ذلك النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - ، قال فقال لي: يا أُسامة أقتلتَهُ بعدَ ما قال لا إلهَ إلا الله؟ قال قلت يارسولَ الله إنه إنما كان متَعَوِّذاً، قال: قتلتَه بعدَ ما قال لا إله إلا الله؟ قال فما زال يكرِّرها عليَّ حتى تمنَّيتُ أني لم أكنْ أسلمتُ قبل ذلك اليوم».
11-وروى مسلم من حديث أبي هريرة- رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:"من أشار إلى أخيه بحديدة، فإن الملائكة تلعنه حتى يدعه، وإن كان أخاه لأبيه وأمه"
وأما الإجماع:... فقد نقل ابن قدامة - رحمه الله تعالى - أنه لا خلاف بين الأئمة في تحريم القتل بغير حق. المغني (11/443)
فكل هذه الآيات والاحاديث تدل على عظم حرمه هذا الامر عند الله عزوجل وعند نبيه فكيف بك ايها القاتل تقبل علي القتل بعد كل هذا الوعيد الذي اعده الله لك بسب فعلك أأصبحنا في هذه الايام بين أناس لا يخشون الله ان لله وانا اليه راجعون ولاحول ولاقوه الا بالله .

فالدم عند الله عظيم سواء أكان دم مسلم اوغير مسلم كما دلت الآيات والاحاديث فكيف تستبيح الدم لأي بسب من الاسباب والله لوسب رجل الدين او النبي ما نري احد يتحرك ولكن بسبب عصبيه منته تقتل اخاك بالله عليك ماذا تقول لربك يوم القيامه ماذا تقول عندما يسئلك عبدي أأمرتك بهذا بالله عليك هل انت مستعد للإجابة.

واخير اردت ان اكشف عن هذه الشبه التي ألمت بالأمه في الآونة الاخيره في احداث العباسية وغيرها من الاحداث اللهم بلغت اللهم فاشهد

اللهم اجعل هذا العمل في ميزنى واجعله خالصا لوجهك الكريم واجعله نورا لي في قبري

قدمه لكم الراجي رحمةٍ ربه

بلال بن احمد قنديل

(ابو يوسف)

0
اين الظلمه

 

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ثم أما بعد: فيا عبادَ الله، إذا وقفَ العبادُ على الصراطِ يومَ القيامةِ نادَى الله تعالى وقال: أنَا الله، أنَا الملك، أنا الديان، وعِزَّتي وجلالي لا يغادرُ هذا الصراطَ واحدٌ من الظالمين، ثم ينادِي ملَك من قِبَل الله تعالى فيقول: أينَ الظلَمَة؟ أين أعوانُ الظلَمَة؟ أين مَن برى لهم قلمًا؟ أين مَن ناولهم دَواةً؟ ثم تنادي جهنّمُ على المؤمنين فتقول: يا مؤمِن أسرع بالمرور عليَّ فإنَّ نورَك أطفأ ناري.

إذا وقف العبادُ على الصراط ـ يا عبادَ الله ـ والصراطُ جسر مضروبٌ على

حافّة جهنّم، وهو أحدُّ من السيف، وأرقّ منَ الشعرة، إذًا فأين يذهب الظالمون؟! ما هو مصير الظلمة؟! وما أكثرَ الظلمة في هذه الأيّام.

فاستمعوا ـ أيها المؤمنون ـ لقول الباري جلّ في علاه: فَوَرَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَالشَّيَاطِينَ ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيًّا ثُمَّ لَنَنزِعَنَّ مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمَنِ عِتِيًّا ثُمَّ لَنَحْنُ أَعْلَمُ بِالَّذِينَ هُمْ أَوْلَى بِهَا صِلِيًّا وَإِنْ مِنْكُمْ إِلاَّ وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا [مريم: 68-72] صدق الله العظيم.

يُحضَرون جِثِيّا على رُكَبِهم لشدَّة ما هم فيه لا يقدرون على القيام، فإياكم والظلمَ يا عباد الله؛ فإنَّ الظلم ظلماتٌ يومَ القيامة.

كما وضَّح القرآن الكريم صُورًا وأَلوانًا متعدِّدَة من صوَر الظلم المحرّم، ومن هذه الصّوَر:

أولاً: الصّدُّ عن بيوت الله تبارك وتعالى ومنعُ الذكر في المساجد وأداءِ الصلوات ودروسِ العلم النافع، لقول المولى تبارك وتعالى: وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُوْلَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلاَّ خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ [البقرة: 114].

وأنتم تَرونَ ـ أيّها المؤمنون ـ كيف تُمنَعون من دخولِ المسجد الأقصى أو الوصولِ إليه لأداء الشعائرِ الدينيّة، لأداء الصلوات التي أمَر الله تبارك وتعالى بها، أصبَحَ شبابُنا يُمنَعون من دخول المساجد، أصبَحوا يُمنَعون من الوصول إلى المسجد الأقصى.

ثانيًا: كَتمُ الشهادة عند طَلبها، لقوله عز وجل: وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَتَمَ شَهَادَةً عِنْدَهُ مِنْ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ [البقرة: 140]. كَتمُ الشهادة ـ يا عباد الله ـ وشهادةُ الزور وقَلب الحقِّ إلى باطل وضياعُ الحقوق، فكم مِن حقوق ضُيِّعت، وكم من حرمات انتُهِكت، وكم من أعراضٍ أُهينت، وكم من دماء أُريقت، كم من أرواح أزهِقَت، كم من شعوبٍ اضطُهِدت، كلّ ذلك بسبب كتمِ الشهادة وقول الحقّ ابتغاءَ مرضاة الله تبارك وتعالى. فإياك ثم إياك ـ أيها المسلم ـ أن تندرِج تحت قولِ الله تبارك وتعالى: وَمَنْ يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ [البقرة: 283].

ثالثًا: عدمُ الحكم بما أنزَلَ الله تبارك وتعالى وعدمُ تحكيم شريعة الإسلام، لقوله تبارك وتعالى: وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الظَّالِمُونَ [المائدة: 45]. فأنتم ترَونَ حكَّامَكم كيف لا يحكُمون بأحكام الإسلام، ولا يعمَلون لقيام دولة الإسلام، ودوَل الكفر تتسلَّط عليهم، وبعضُ من يدّعي الإسلام زورًا يساعِدهم على ذلك ويزيِّن لهم أعمالهم ويصدُّهم عن السبيل المستقيم، وذلك لخفَّة أحلامِهم وقِلّة عقولهم وهوانهم على الله.

جاء رجل إلى الإمامِ سفيان الثوريّ رحمه الله تعالى فقال: إني رجل أخيط ثيابَ السلطان، فهل أنَا من أعوان الظلمة؟ فقال الإمام الثوريّ: بل أنت من الظَّلمَة أنفسهم، ولكن أعوان الظلمة مَن يبيع منك الإبرةَ والخَيط.

فانظروا ـ أيها المسلمون ـ لهذا الفهمِ الدقيق لسلَف الأمة مِنَ الوقوع في الظلم، فمن أعان ظالمًا على ظُلمه أو لقَّنه حجّة يدحض بها حقَّ امرئ مسلم فقد باءَ بغضب من الله تبارك وتعالى وعَليه وزرُها.

رابعًا: من ظلَم قيد شبرٍ من أرضٍ فأخذها بغيرِ حقٍّ، وهذا من أشدّ صور الظلم، فقد أخرج الإمام البخاريّ ومسلم عن سعيد بن زيد أنَّ رسول الله قال: ((مَن اقتطع شبرًا من الأرض ظُلمًا طوَّقه الله إياه يوم القيامة من سبع أرَضِين)). والمراد من قوله: ((طوَّقه)) أنّه يعاقّب بالخسف إلى سبعِ أرَضين، أي: فتكون كل أرض في تلك الحالة طَوقًا في عنقه، فمن يستطيع أن يتحمل هذا يا عباد الله؟!

فاتقوا الله وكُفّوا عن ظلمِكم، كفّوا عن عصيانكم وطغيانكم من قبل أن يأتي يوم لا مردَّ له من الله، وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمْ العَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ [الزمر: 55].

عباد الله، يقول الله تبارك وتعالى: وَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ [إبراهيم: 42].

فيا من زلَّت قدمه بظلم أخيه في الدنيا، بادر إليه، واطلب منه أن يسامحَك، وتحلَّل من مظلَمَتك في الدنيا قبل أن لا يكونَ دينار ولا دِرهم، وإنما يكون التعامُل هناك والعُملة الصَّعبَة يوم القيامة هي الحسنات والسيِّئات، أتدرون لماذا يا عباد الله؟ لأنّنا سنكون حفاةً عراةً لا نملك شيئًا، فاستبرئ ذمَّتَك في الدنيا قبل الآخرة، اذكُر عندَ الظلم عدلَ الله فيك، وعند القوّة قدرةَ الله عليك.

عباد الله، لا تملؤوا أعينَكم من أعوان الظلمة إلا بإنكارٍ من قلوبكم؛ لئلاَّ تحبط أعمالُكم الصالحة، واحذروا غضبَ الله؛ فإنه يمهل ولا يهمل.

لا تظلِمَنّ إذا مـا كنـتَ مقتدرًا فالظلـمُ يرجع عقبـاه إلى النّدمِ

تنـامُ عينـاك والمظلـومُ منتبِـه يدعـو عليـك وعيْن الله لم تَنَمِ

عباد الله، ورد في الحديث الصحيح عن أبي موسى الأشعريّ قال: قال رسولُ الله : ((إنَّ الله يملي للظالم فإذا أخذَه لم يفلته))، ثم قرأ قوله تبارك وتعالى: وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ [هود: 102]، ومعنى ((يملي للظالم)) أي: يمهِله ولا يعاجِله بالعقوبة، ومعنى ((إذا أخذه لم يفلِته)) أي: إذا أهلَكَه لا يرفَع عنه الهلاكَ أبدًا.

رَبَّنَا لا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ وَنَجِّنَا بِرَحْمَتِكَ مِنْ الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ [يونس: 85، 86].

عباد الله، توجّهوا إلى الله تبارك وتعالى، وادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة، فيا فوزَ المستغفرين، استغفروا الله.

الخطبة الثانية

الحمد لله الذي قدّر الآجال ووسّع الآمال، وأودَع النّعَم وتوعّد جاهدها بالنِّقَم، فمن شكَر زاده من إنعامه، ومن كفر كاده بانتقامه، ونشهد أن لا إله إلا الله شهادةً تهدي المخلِص بها سَواءَ السبيل، ونَشهد أنّ سيدنا محمّدًا عبده ورسوله المؤيَّد بالعصمة الشاهدُ على الأمّة، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه، نجوم الهدى ورجوم العِدا وليوث الرّدى وغيوث الندى، صلاة وسلامًا متتابعين من اليوم إلى أن يُبعث الناس غدًا.

أما بعد: فيا عبادَ الله، إنَّ الأحداث التي نعيشها اليومَ فإنما تدلّ على أن هناك تسيُّبا خطيرًا في مجتمعنا، أماكنُ الفساد مملوءةٌ بالناس، ومساجدنا تشكو العبادَ إلى الله، ومدينتنا المقدسة وفيها المسجد الأقصى يرفَع يديه بالشكوَى ويقول: أين المسلمون؟!

تذكّروا ـ يا عبادَ الله ـ أن مدينَتَنا كانت رائدةً في الحضارة الإسلامية، ويأتي إليها العُبّاد والزّهّاد والعلماء وطلَبَة العلم مِن كلِّ حدبٍ وصَوب، وإذا وصل الواحد منهم كانَ أوّل ما يسأل عن المسجد الأقصى، كان يسأل عَن العلماء العاملين الصالحين وعن حلقات علمهم، أصبح الناس الآن لا يعرِفون الطريق المؤدّية إلى الأقصى، وإن شئت فقل: انقطعتِ السبل إلى الأقصى، انقطعت الطرُق إلى دورِ العلم والمعرفة، وفتحت المقامِر وفتِحَت الملاهي على مِصراعيها.

عبادَ الله، الحقُّ ضائعٌ في هذه الأيّام، والإسلام ليس فيه محسوبيّة، ليس فيه شِقاق ونفاق، أَعلنَّا الوَحدة، فأين هي؟! فلسنا بحاجةٍ إلى كَلامٍ كثير، إنما نحن بحاجَة إلى بِناء النفوسِ وتَربيَتِها، ونَقولها بصراحة: نفوسُ المجتمع خَرِبة، تملك فوقها الغِربان، الهزائمُ تتوالى علينا؛ لأنّ نفوسنا ليست صالحة، لا تعرف المولى تبارَك وتعالى، نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ [التوبة: 67]. فإذا أرادت أمّتنا اليومَ أن تعود إلى الحقّ فيجب عليها أن تقلِّم أظافِرَ الطغاةِ، إذا أرادت الفتحَ المبينَ فيجِب عليها أن تفتَحَ القلوب لذكرِ الله تبارك وتعالى، إذا أردتم أن تعيشوا حياة طيّبَة فابنُوا النفوس على طاعة الله ووَحدانيّته، ربّوا أولادَكم على طاعته، لا تترُكوهم يتسكَّعون في شوارعنا ويعاكسون بناتِنا وطالباتِ المدارس والجامعات، كفانا فَسادًا وإفسادًا، كفانا لهوًا ولعبًا وطُغيانًا، أوضاعُنا صَعبة، وأحوالنا مريرَة.

وأنتم ترون ـ أيّها المؤمنون ـ أنّ سلطات الاحتلال تواصِل فويتَ حملاتها على امتداد الوطن من اغتيالاتٍ واعتقالات واقتحامَات وترويعٍ للآمنين، غيرَ عابِئة بالتزامِ وتعهّد الفلسطينيين على مختَلف فصائلهم بالتهدِئة على الساحة؛ لعدم إعطائها ومن يدعمها ذرائع لاستمرار عدوانها.

فخلالَ الأسبوع الماضي استُشهد عشرة شهداء وأكثر من أربعين جريحًا، وتمّ اعتقال العشرات، وبلَغ الاستخفاف بالأعرافِ والمواثيق الدَّولية ومعاهدة جنيف الداعِيَة لحماية المدنيّين باستخدام المدنيّين كدروعٍ بشريّة خلالَ العمليات العسكريّة.

أيّها المسلمون، إسرائيلُ تعمَل إلى تصعيد الموقف بعد كلّ مبادرَة للتهدِئة أو للتسوِية، سواء أكانَت على الصعيد الداخليّ أو العربي؛ ليعكف مجدَّدا ويركِّز منطقَ سلام القوّة بدلاً من قوّة السلام والحقّ، وبمعنى أدقّ: إنّ أيّة خطوة للتسوية يجب أن تسبقَها خطوات من الإذلال والتنازلات المهينَة وقبول الأمر الواقع كما يريدون.

أيّها المسلمون، وليتَ أمريكا تغضّ الطرف عن انتهاكاتِ إسرائيل ضدّ شعبِنا فحسب، بل إنها تمعِن في الضغط عليه بوتيرةٍ واحدة وتنسيق تامّ لإخضاع بعضنا وابتزازه وتنازله عن ثوابته، فقد أعلنت أن القيودَ المصرفيّة على الأموال الفلسطينية ستبقى كما هي طالما أنَّ الحركة الإسلاميّة مستمرّة في سدّة الحكم، وفي الوقت ذاته تمنع أيَّ ضغط على إسرائيل للإفراج عن عوائدِ الضرائب المحتجَزة لديها لصالح السلطة، والتي تصل إلى أكثر ستمائة مليون دولار. وأنكى من هذا وذاك هو التزام القيادات العربيّة بالصمتِ إزاءَ هذه الانتهاكاتِ واستمرار الحصار الظالم، فماذا تريده أمريكا؟! وماذا يريد مجلس الأمن من شعبنا الصامِد الصابر في أرضه؟!

إنَّ أمريكا تعمل جاهدةً للالتفاف حولَ أيّة محاولاتٍ ترمي لإرغامِ إسرائيل بفكّ حصارها عن شعبنا، أو العمل على إنهاء احتلالها للأراضي المحتلّة، والإدارة الأمريكية لا تريد الضغطَ وفرضَ آراءٍ للوضع النهائي، ومعلوم أن قضايا الحلّ النهائي تشمل بحثَ قضية القدس وقضية اللاجئين.

لقد أرجأ الفلسطينيون خطأً بحثَ قضية القدس للمرحلة النهائيّة، ولا أحدَ يعلم متى ستكون هذه المرحلة، فإسرائيل استغلت الوقتَ والإرجاء، فسارَعت في إجراء التغييرات البوتغرافية لمحيط مدينتنا المقدسة وبناء المستوطنات وإقامة الجدار العنصري والبوابات الإلكترونية.

القدس ينتظرها مستقبل غامض أيها المؤمنون، فهي مشلولة الحركة التجارية والاقتصادية، مشلولة الحركة العمرانية الإسلامية، القدس تعاني من الحصار أكثر من أي منطقة أخرى، الضرائب الباهظة تثقل كاهل المقدسيين، واستمرار سياسة هدم المنازل وعدم منحهم رخص بناء إلاّ بشقّ الأنفس، وبتكاليف لا يقدر عليها إلا من هم أصحاب الأموال الطائلة، ومحاولات تسريب العقارات داخل البلدة القديمة وحولها لغير المسلمين، تفشّي حالات السرقة وترويع الآمنين واستخدام السلاح وعمليات القتل وانتشار المخدّرات في ظلّ غياب سلطة القانون، فمتى ندرك المخاطر التي نتعرض وتتعرض لها المدينة المقدسة؟! متى يدرك المسلمون أن القدس في خطر؟! لماذا هذا الصمت؟! لماذا هذا التخاذل والتباكي على هذا السلام؟! وأي سلام؟! سلام استسلام، الباطل من حولنا يتّحِد والحق معنا ونحن نفتَرق، الظالم يتحكّم في كل أمورنا ونحن نستجدي ولا مجيب، فأيّ مهزلة؟! وأي تخاذل؟! وأي واقع مزري؟!

وتذكّروا ـ يا عباد الله ـ أنَّ سببَ هزائمنا تفرّقُنا وهواننا وضعفُنا، فقد ورَد عن الصحابيّ الجليل ثوبان قال: قال رسول الله : ((يوشك الأممُ أن تداعى عليكم كما تداعَى الأكلَة إلى قصعتها))، قال قائل: يا رسولَ الله، ومِن قلَّة يومئذ؟ قال: ((لا، بل أنتم كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله في صدور عدوكم المهابة منكم، ولتعرفنّ في قلوبكم الوهن))، قال قائل: يا رسولَ الله، وما الوَهن؟ قال: ((حبُّ الدنيا وكراهية الموت)).

اللهم ارحمنا برحمَتِك الواسعة...

0
أول ليلة في القبر.

 

فضيلة الشيخ / عائض بن عبد الله القرني.

………………………………………

الحمد لله رب العالمين.

( الحمد لله الذي خلق السموات والأرض وجعل الظلمات والنور، ثم الذين كفروا بربهم يعدلون)

(الحمد لله فاطر السماوات والأرض جاعل الملائكة رسلا أولي أجنحة مثنى وثلاث ورباع يزيد في الخلق ما يشاء إن الله على كل شيء قدير).

أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له.

وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، بعثه ربه هاديا ومبشرا ونذيرا، وداعيا إلى الله بأذنه وسراجا منيرا.

بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وجاهد في الله حتى أتاه اليقين.

صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.

فارقتُ موضعَ مرقدي يوماً ففارقني السكون…….القبرُ أولُ ليلةٍ بالله قلي ما يكون

ليلتانِ اثنتان يجعلها كلُ مسلمٍ في مخيلته.

ليلةٌ وهو في بيته مع أطفاله وأهله.

منعما سعيدا، في عيشٍ رغيد في صحة وعافية، يضاحكُ أطفاله ويضاحكونه.

والليلةُ التي تليها مباشرةً ليلةٌ أتاه الموت فوضع في القبر، أي ليلتين ؟

ليلةٌ ثانيةٌ وضع في القبر لأولِ مرة، وذاك الشاعرُ العربيُ يقول:

فارقتُ موضعَ مرقدي يوماً ففارقني السكون، يقول:

انتقلتُ من مكانٍ إلى مكان، وذهبتُ من موضع نومي في بيتي إلى بيتٍ آخر فما أتاني النوم.

فبالله كيف تكونُ الليلةُ الأولى في القبر ؟

يومَ يوضعُ الإنسانَ فريداً وحيداً مملقاً إلا من العمل، لا زوج ولا أطفال ولا أنيس:

(ثم ردو إلى اللهِ مولاهم الحق، ألا لهُ الحكمُ وهو أسرع الحاسبين).

أولُ ليلةٍ في القبر بكاء منها العلماء، وشكاء منها الحكماء، ورثاء إليها الشعراء، وصنفت فيها المصنفات.

أولُ ليلةٍ في القبر.

أُتيَ بأحد الصالحين وهو في سكراتِ الموت لدغته حيه.

وكان في سفر، نسي أن يودع أمه وأباه وأطفالهُ وإخوانه، فقال قصيدةً يلفظُها مع أنفاسه هيَ أم المراثي العربيةِ في الشعر العربي. يقولُ وهو يُزحفُ إلى القبر:

فلله دري يوم اُتركُ طائـعاً ……… بنيَ بأعلى الرقمتينِ وداريا

يقولون لا تبعد وهم يدفنونني …….و أين مكانُ البعد إلا مكانيا

يقول كيف أفارقُ أطفالي في لحظة ؟

لماذا لا أستأذنُ أبوي ؟

أهكذا تُختلسُ الحياة، اهكذا أذهب ؟

أهكذا أفقدُ كل ممتلكاتي ومقدراتي في لحظة ؟

ويقولُ عن نفسه:

يقولُ لي أصحابي واللذينَ يتولونَ دفني، لا تبعد أي لا أبعدك الله.

وأين مكانُ البعد إلا هذا المكان ؟

وأين الوحشةُ إلا هذا المنقلب ؟

وأين المكان المظلم إلا هذا المكان ؟

فهل تصورَ متصورٌ هذا.

(حتى إذا جاء أحدهم الموتُ قال ربي ارجعون لعلي أعمل صالحا في ماتركت، كلا إنها كلمة هو قائلها، ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون).

كلا‍، آلان تراجع حساب ‍‍‍‍‍‍‍‍، آلان تتوب، آلان تنتهي عن المعاصي.

يا مدبرا عن المساجد ماعرف الصلاة.

يا معرضا عن القرآن، يا متهتكا في حدود الله.

يا ناشئا في معاصي الله.

يا مقتحما لأسوار حرمها الله.

آلان تتوب، أين أنت قبل ذلك ؟

أو ليلية في القبر.

قال مؤرخوا الإسلام:

مات الحسنُ ابن الحسنِ من أولادِ علي ابنَ أبي طالب رضي الله عنه و أرضاه.

كان عنده زوجةٌ و أطفال وكان في الشباب،

والموتُ لا يستأذنُ شاباً ولا غنياً ولا فقيراً ولا أميراً ولا ملكاً ولا وزيراً ولا سلطانا،

الموتُ يقصمُ الظهور ويخرجُ الناسَ الدور وينزلهم من القصور ويسكنهم القبور بلا استئذان.

الحسن ابنُ الحسن مات فجأة، نقلوه إلى المقبرةِ.

فوجدت علية امرأتُه وحزِنت حزناً لا يعلمه إلا الله.

أخذت أطفالها وضربت خيمةًَ حول القبر.

( وهذا ليس من عمل الإسلام ولولا أن مؤرخو الإسلام ذكروه ما ذكرته).

ضربت خيمةً حول القبر وأقسمت بالله لتبكينا هي و أطفالها على زوجِها سنةً كاملة.

هلعٌ عظيم وحزنٌ بائس.

وبقيت تبكي فلما وفت سنة أخذت إطناب الخيمةِ وحملتها و أخذت أطفالها في الليل.

فسمعت هاتفاً يقول لصاحبه في الليل:

هل وجدوا ما فقدوا ؟، هل وجدوا ما فقدوا ؟

فردَ عليه هاتفٌ أخر قال :

لا، بل يئِسوا فانقلبوا.

ما وجدوا ما فقدوا، ما وجدوا ضعيتهم، ولا وديعتهم:

كنزُ بحلاون عند الله نطلبُه…..خير الودائعِ من خير المؤدينا

(قال لا، بل يئِسوا فانقلبوا).

ما كلمَهم من القبر، ما خرج إليهم ولو في ليلةٍ واحدة، ما قبل أطفاله، ما راى فتاته، لا.

ولذلك هذه هي أولُ ليلةٍ ولكن لها لياليٍ أخرى إذا احسن العمل.

قل الله، جل الله :

(وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ).

أتى أبو العتاهية يقول لسلطانٍ من السلاطينِ غرتُه قصوره، وما تذكرَ أولَ ليلةٍ ينزل فيها القبر.

ونحن نقول لكل عظيم ولكل متكبر، متجبر أما تذكرت أو ليلة ؟

هذا السلطان بناء قصوراً في بغداد، فدخل عليه الشاعر يهنئه بالقصور يقول له:

عش ما بدا لك سالماً في ظل شاهقةِ القصور

عش ما بدا لك سالماً عش ألف سنه، عش مليون سنه سالماً معافاً مشافا.

يجري عليكَ بما أردتَ مع الغدوِ مع البكور

ما تريدُ من طعام، ما تريدُ من شراب هو عندك، ولكن أسمع ماذا يقول:

فإذا النفوسُ تغرغرت بزفيرِ حشرجةِ الصدور…….. فهناك تعلمُ موقناً ما كنت إلا في غُرور

فبكى السلطان حتى أغمي عليه: فهناك تعلمُ موقناً ما كنت إلا في غُرور.

أولُ ليلةٍ في القبر.

وأنا أطالبُ نفسي و إياكم آيامعاشر المسلمين أن نهياء لنا نوراً في القبر أولُ ليلة.

و ولله لا ينورُ لنا القبر إلا العملُ الصالحِ بعد الإيمان.

لنقدمَ لنا ما يؤنسُنا في القبر يوم ننقطعُ عن الأهل المال الولد والأصحاب.

خرج عليه الصلاة والسلام إلى تبوك:

وفي ليلةٍ من الليالي نامَ هوَ الصحابة، وكانوا في غزوةٍ في سبيل الله.

قال ابنُ مسعود رضي الله عنه و أرضاه:

قمتُ أخرَ الليل فنظرتُ إلى فراش الرسولِ (ص) فلم أجده في فراشه.

فوضعتُ كفي على فراشهِ فإذا هوَ بارد.

وذهبتُ إلى فراشِ أبي بكر فلم أجده على فراشه.

فألتفت إلى فراش عمر فما وجدته،

قال وإذا بنورٍ في أخر المخيم وفي طرف المعسكر، فذهبتُ إلى ذلك النور ونظرتُ.

فإذا قبرٌ محفور، والرسولُ عليه الصلاة والسلام قد نزلَ في القبر.

وإذا جنازةٌ معروضةٌ، وإذا ميتُ قد سجي في الأكفان.

وأبو بكرٍ وعمر حول الجنازة، والرسولُ(ص) يقول لأبي بكر وعمرَ دليا لي صاحَبكما.

فلما أنزلاهُ، نزلهُ (ص) في القبر، ثم دمعت عيناه عليه الصلاة والسلام ثم التفتَ إلى القبلةِ ورفع يديه وقال:

( الهم إني أمسيتُ عنه راضٍ فأرضَ عنه)، ( الهم إني أمسيتُ عنه راضٍ فأرضَ عنه)،

قال: قلت من هذا ؟

قالوا هذا أخوك عبد الله ذو البجادين مات في أولِ الليل.

قال ابنُ مسعود فوددت واللهِ أني أنا الميت : ( الهم إني أمسيتُ عنه راضٍ فأرضَ عنه).

وإذا رضي اللهُ عن العبدِ أسعده.

وإنما هي مسألةٌ لمن نسيَ اللهَ و أوامرَ الله وانتهكَ حدودَ الله.

نقولُ له هل تذكرتَ يا أخي أولُ ليلةٍ في القبر ؟

كان عمر بن عبد العزيز أميراَ من أمراء الدولةِ الأموية، يغيرُ الثوبَ من حرير في اليومِ اكثرَ من مرة، الذهبُ والفضةُ عنده.

الخدم القصور، المطاعم المشارب كلَ ما اشتهى وكل ما طلبَ وكلَ ما تمنى.

ولما تولى الخلافة، مُلك الأمة الإسلامية انسلخَ من ذلك كلِه لأنه تذكرَ أولَ ليلةِ في القبر.

وقف على المنبرِ يوم الجمعةِ فبكى وقد بايعتهُ الأمة.

وحولَه الأمراء الوزراء والشعراء والعلماء وقوادَ الجيش، فقال:

خذوا بيعتَكم.

قالوا ما نريدُ إلا أنت.

فتولاها فما مرَ عليه أسبوعٌ أو أقل إلا وقد هزُل، وضعف وتغير لونه ما عنده إلا ثوبٌ واحد.

قالوا لزوجتهِ مالِ عمرَ تغير ؟

قالت واللهِ ما ينامُ الليل، والله إنه يأوي إلى فراشه فيتقلبُ كأنه ينامُ على الجمر ويقول:

آه توليت أمر أمةِ محمد، يسألني يوم القيامةِ الفقير والمسكين والطفلُ والأرملة.

يقولُ له أحد العلماء يا أمير المؤمنين:

رأيناك قبل أن تتولى الملك وأنت في مكة في نعمةٍ وفي صحة وفي عافيه، فمالك تغيرت؟

فبكى رضي الله عنه حتى كادت أضلاعَه تختلف، ثم قال للعالم وهو أبن زياد:

كيف بك يا ابن زياد لو رأيتني في القبرِ بعد ثلاثةِ أيام.

يومَ اجرد عن الثياب، و أوسد التراب، وأفارقُ الأحباب وأترك الأصحاب.

كيف لو لرأيتني بعد ثلاث والله لرأيت منظراً يسوءك.

فنسأل اللهَ حسن العمل.

والله، والله لو عاش الفتى في عمرهِ …. أسمع

والله لو عاش الفتى في عمرهِ …….ألفاً من الأعوامِ مالكَ أمره

متنعماً فيها بكلِ لذيذةٍ ………….متلذذاً فيها بسكناَ قصره

لا يعتريه الهمُ طول حياته ………. كلا ولا تردٌ الهمومُ بصدره

ما كان ذلك كلُه في أن يفي……. فيها بأولِ ليلةٍ في قبره

واللهِ لو عاش ألف سنه، وما طرقَه همٌ ولا غم ولا حزن.

واللهِ لا يفي بأولِ ليلةٍ في القبر.

و واللهِ لننزلنَها جميعاً، أولُ ليله.

فيا عباد الله، أسألُ الله لي ولكم الثبات، ما ذا أعددنا لضيافةِ تلك الليلة ؟

يقول رسولُنا (ص) :

( القبرُ روضةٌ من رياض الجنةِ أو حفرةٌ من حُفرُ النا).

كان عثمانُ بنُ عفانُ الخليفةَ رضي الله عنه إذا شيعَ جنازةٍ بكى حتى يغمى عليه فيحملونَه إلى بيتهِ كالجنازة إلى بيته. قالوا مالك ؟ قال سمعتُ الرسولَ (ص):

( يقول القبرُ أولُ منازلِ الآخرة فإذا نجا العبدُ فيه أفلح وسعُد، وإذا خسرَ والعياذُ بالله خسرَ أخرتَه كلها).

والقبرُ روضةٌ من الجنانِ ………..أو حفرةٌ من حُفر النيرانِ

إن يكو خيراً فالذي من بعده…. أفضلُ عند ربنا لعبده

وإن يكن شراً فما بعدُ أشد………….. ويلٌ لعبدٍ عن سبيلِ اللهِ صد.

أقول ما تسمعون وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولجميع المسلمين.

فأستغفروه وتوبوا إليه إنه هو التواب الرحيم.

……………………………………………

لحمد لله رب العالمين، ولي الصالحين، ولا عدونا إلا على الظالمين.

والصلاة والسلام عل إمام المتقين وقدوة الناس أجمعين، وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.

أتيتُ القبورَ فناديتُها ….. أين المعظمُ والمحتقر ؟

أتيتُ القبور. قبور الرؤساءِ و المرؤوسين.

قبور الملوك والمملوكين

قبور الأغنياءِ والفقراء فناديتُها أين المعظمُ والمحتقر ؟

تفانوا جميعاً فما مخبرٌ.. وماتُوا جميعاً ومات الخبر

فيا سائلي عن أناسٍ مضوا.. أما لك في ما مضى معتبر

تروحُ وتغدو بناتُ الثرى….. فتمحو محاسنَ تلك الصور.

أريت قبراً ميز عن قبر ؟

أ أنزل الملكُ في قبرٍ من ذهبٍ أو فضه ؟

والله لقد ترك ملكَهُ وقصوره وجيشهُ وكلَ ما يملك، ولبسَ قطعةً من القماش كما نلبس واُنزل التراب.

ولدتك أمك باكيا مستصرخا…….والناس حولك يضحكون سرورا

فأعما لنفسك أن تكون إذا بكوا…….في يوم موتك ضاحكا مسرورا

لكن كثيرا من الناس علموا بالقبر، وأول ليلة في القبر فأحسنوا العمل، ولذلك متهيئون دائما.

يريدون الله والدار الآخرة، ثبتهم الله في الليلِ والنهار.

يترقبون الموت كل طرفة عين.

خرج رجلُ من الصالحين وشيخُ من المشائخ أعرفه من مدينة الرياض.

خرج بزوجته وكانت صائمة قائمة وليّة من ولياء الله، خرج يريد العمرة، والغريب في تلك السفرة أنها ودعت أطفالها، وكتبت وصيتها، وقبلت أطفالها وهي تبكي. كأنها ألقي في خلدها أنها سوف تموت.

(ثم ردوا إلى لله مولاهم الحق، ألا له الحكم وهو أسرع الحاسبين).

ذهب وأعتمر بزوجته وهو وإياها في بيت أسس على التقوى، إيمان وقرآن وذكر وصيام وقيام وعبادة.

لا يعرفون الغيبة ولا الفاحشة ولا المعاصي.

عاد معها فلما كان في الطريق إلى الرياض، أتى الأجل المحتوم إلى زوجته.

(وعد الله الذي لا يخلف الله وعده، ولكن أكثر الناس لا يعلمون…)

(.. يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون).

ذهب إطار السيارة فأنقلبت ووقعت المرأة على رأسها، لكنها إن شاء الله شهيدة.

(أولئك الذين نتقبل عنهم أحسن ما عملوا ونتجاوز عن سيئاتهم في أصحاب الجنة وعد الصدق الذي كانوا يوعدون).

خرج زوجها من الباب الآخر، ووقف عليها وهي في سكرات الموت تقول:

لا إله إلا الله محمد رسول الله، الله، الله، الله.

وتقول لزوجها: عفى الله عنك، اللقاء في الجنة، بلغ أهلي السلام.

(والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم من عملهم من شيء كل امريء بما كسب رهين). إي والله.

أسأل الله أن يجمع تلك الأسرة في الجنة، وأن يجمعنا وأحبابنا وأقاربنا في الجنة.

بنتم وبنا فما أبتلت جوانحنا….…شوقا إليكم ولا جفت ماقينا

تكادُ حين تناجيكم ضمائنا………....يقضي علينا الأسى لولا تأسينا

إن كان عز في الدنياء اللقاء ففي…..مواقف الحشر نلقاكم ويكفينا

عاد الرجل إلى الرياض و دفن زوجته، دخل بيته وحده بلا زوجة، دخل بيته واستقبله الأطفال، لكن حياة سهلة وبسيطة.، ولكن الموقف المرعب أن واحدة من الطفلات بنت، قامت تقول أين أمي؟

قال سوف تأتي.

قالت لا والله لا بد أن أرى أمي.

وإنهار الرجل.

ونقول لتلك الطفلة سوف ترينها بأذن الله في جنة عرضها السماوات والأرض.

يعمل لها العاملون، ليست كدنيانا الحقيرة، السخيفة التي يعمل لها الذين لا يريدون الله والدارالآخرة.

( وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين).

فاعمل لدار غدا رضوان خازنها……..الجار أحمد والرحمن بانيها

قصورها ذهب والمسك طينتها……والزعفران حشيش نابت فيها

يا أخوتي في الله:

يا شيخاً كبيراً احدودب ظهرُه ودنى أجلُه، هل أعدت لأولِ ليله ؟

يا شاباً مصطحاً متنعماً غره الشباب والمالُ والفراغ هل أعدت لأولِ ليله ؟

إنها أولُ الليالي:

و إنها إما أولُ ليلةٍ من ليالي الجنةِ.

أو أولُ ليلةٍ من ليالي النار.

عباد الله:

صلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه.

وصلوا على أصحابه، وترضوا على أحبابه.

أسأل الله لي ولكم الضوان، والسعادة في الدنيا والآخرة.

أسال الله أن يصلح ولاة الأمر، وأن يهديهم سواء السبيل.

أسأل الله أن يصلح شباب الإسلام، وأن يخرجهم من الضلمات إلى النور، وأن يكفر عنهم سأيتهم.

وأن يهيئهم بعمل صالحا لأول ليلة من ليالي القبر

أسأل أن يثبتَنا و إياكم بالقول الثابت.

وولا يظلم ابصارنا وبصائرنا.

ولا يجعلنا قوماً انحرفوا عن منهجِ الله و اشتروا معاصِ الله، وغفلوا عن آياتِ الله، فعموا وصَموا وضلوا و ابتعدوا.

سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.

0
رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه

اسد السنه
 

كتابة وتقديم الشيخ بلال بن احمد قنديل (ابو يوسف)

من خطباء انصار السنة

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله تعالى فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده الله ورسوله يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)
أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وأحسن الهدي هدي محمد صلِّ الله عليه وسلم ، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار، وإن ما قل وكفى خير مما كثر وألهى، وإن ما توعدون لآت وما أنتم بمعجزين

ان الإسلام قد طلب من الناس في أول الأمر أن يبذلوا دماءهم فبذلوها، وطلب منا الآن أن نبذل دماءنا فضننا وبخلنا وجبنا. فهذا طلحة بن عبيد الله كان يقي النبي صلى الله عليه وسلم من تلك السهام؛ لأنه يعلم أن الضحية سيكون رسول الله صلى الله عليه وسلم، ففداه بظهره وبطنه ودماغه وكل شيء في بدنه. وهذا أبو بكر الصديقرضي الله عنه الذي ضرب المثل الأعلى بعد رسول الله في هذه الأمة في كل ميادين الحياة، لما أمر النبي عليه الصلاة والسلام بالهجرة من مكة إلى المدينة، وذهب إلىأبي بكر فقال: الصحبة الصحبةَ يا رسول الله، فأحضر بعيرين له وللنبي صلى الله عليه وسلم، فلما أخذا طريقهما في صحراء مكة وتبعهما سراقة بن مالك بن جعشم و أبو بكر ينظر إليه تارة فيسبق النبي ويتأخر عنه مخافة عليه، فلما اقترب سراقة منهما بكى أبو بكر، فقال النبي عليه الصلاة والسلام: علام تبكي يا أبا بكر ؟ قال: إن سراقةتبعنا يا رسول الله، فوالله لست على نفسي أبكي إنما أبكي عليك، فقال النبي عليه الصلاة والسلام: اللهم أكفناه بما شئت وكيف شئت، فساخت فرس سراقة في الصخر حتى استقرت على بطنها، فأتاهما سراقة يمشي على رجليه. وكذلك احتاج الإسلام من الصحابة رضي الله عنهم بذل المال فلم يضنوا به مع الحاجة والفقر، فهذاأبو بكر يأتي بكل ماله -لما علم أن الإسلام في حاجة إلى المال- ووضعه بين يدي النبي عليه الصلاة والسلام، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: ماذا تركت لأهل بيتك يا أبا بكر ؟ قال: تركت لهم الله ورسوله. ولذلك لا غرابة بعد ذلك أن يقول النبي عليه الصلاة والسلام: (لو وزن إيمان الأمة بإيمان أبي بكر لرجح إيمان أبي بكر). وهذاعمر بن الخطاب رضي الله عنه يأتي بشطر ماله، فلما وجد أبا بكر قد أتى بجميع ماله قال: والله يا أبا بكر لا أسابقك إلى خير قط، فإني ما سابقتك إلى شيء إلا قد سبقتني إليه. وهذا أبو طلحة الأنصاري زيد بن سهل رضي الله عنه لما نزل قول الله تبارك وتعالى: clip_image001لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ clip_image002[آل عمران:92] كان له بستان عظيم جداً بجوار المسجد النبوي في ذلك الوقت، فقال للنبي عليه الصلاة والسلام: والله -يا رسول الله- إن أحب مالي إلي بيرحاء هذا البستان، فخذه فضعه حيث أمرك الله عز وجل. هذا رجل من الصحابة وهو نموذج فريد لبذل أحب ما يملكون من مال لله سبحانه، فمن منا يمكن أن يصنع ذلك؟ الجواب: لا، لماذا؟ لفقدان الإيمان أو قلته، ولو كان عندنا من الإيمان الشيء الكثير لدفعنا إلى أن نصنع كما صنع الصحابة، وأن نعلي كلمة الله كما أعلاها الصحابة رضي الله عنهم أجمعين. وهذه أم سليم الرميصاء رضي الله عنها زوجة أبي طلحة الأنصاريرضي الله عنه، كان الضيف ينزل بالنبي عليه الصلاة والسلام فيقول: (هل فيكم من يضيف هذا؟ فيسكت القوم أجمعون -وهذا دليل على أنه ليس في بيوتهم شيء-، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: يا أبا طلحة! خذ هذا وضيفه، فلما صدر إليه الأمر ما كان منه إلا أن ينصرف بضيف رسول الله إلى بيته، فلما دخل على أم سليم ، قالت: من هذا يا أبا طلحة ؟ قال: هذا ضيف رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أمرني أن أضيفه، فقالت: نعم الضيف، ولكن ليس عندي إلا طعام الأولاد، فاجتهدت في أن ينام الأولاد، فلما أفلحت في ذلك أحضرت الطعام ووضعته بين يدي أبي طلحة، وقالت: إن هذا الطعام لا يكفي إلا لواحد فقط يا أبا طلحة، فإذا وضعته بين يدي الضيف فأطفئ السراج، واصنع بيدك وفمك ما يصنع الآكل حتى توهمه أنك تشاركه في الطعام والشراب، ففعل ذلك أبو طلحة رضي الله عنه حتى أكل الضيف جميع الطعام، فلما أصبح الصباح وغديا على رسول الله في صلاة الفجر، فقال النبي عليه الصلاة والسلام: يا أبا طلحة! لقد عجب الله من صنيعكما تلك الليلة) ما الذي دفع أم سليم إلى هذا الفعل وما الذي دفع أبا طلحة إلى هذا الفعل؟ إنه الإيمان بالله عز وجل، هذه الحلقة المفقودة عندنا الآن هي التي دفعت الصحابة رضي الله عنهم إلى نصرة هذا الدين بأموالهم وأنفسهم. وهذا أبو هريرة رضي الله عنه الذي قال: كنت أعتمد بكبدي على الأرض من شدة الجوع، ولكنه إذا نودي للبذل والعطاء كان من أسرع الناس استجابة لشدة إيمانه بالله عز وجل ليس هذا فحسب بل منهم من قدم اكثر من ذلكفانظر إلى بلال وهو عبد، كان يسحب على رمضاء مكة تارة على بطنه وتارة على ظهره من أجل أن يكفر، فكان يقول: أحدٌ أحد، انظر إلى هذا الجلد وإلى هذا الصبر، لقد حققوا قول الله عز وجل clip_image001[1]وَالْعَصْرِ * إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ clip_image002[1][العصر:1-3]. نعم إنهم قد حققوا الإيمان بالله وقد عملوا بمقتضى هذا الإيمان وصبروا على الأذى فيه، وتواصوا فيما بينهم بالحق والصبر، إنهم قد حققوا ذلك، حتى رآه أبو بكر رضي الله عنه فاشتراه وأعتقه. يقول عمر رضي الله عنه مكافأة لهذا العبد: أبو بكر سيدنا أعتق سيدنا. انظروا إلى هذا التواضع الجم من أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه الذي له شأن وباع وإذا ذُكر ذكر العدل كله وذكرت الشهامة كلها، أن يقول في حق عبد: هو سيدنا. ولذلك هذا أبو ذر الغفاري رضي الله عنه، وهو نموذج فريد من نماذج الصحابة الذين بذلوا لله عز وجل، لما ورد على النبي صلى الله عليه وسلم فسمع منه ما سمع من القرآن والحديث شرح الله صدره للإسلام فأسلم، فقال النبي عليه الصلاة والسلام: يا أبا ذر! أذهب إلى قومك فمرهم وانههم، فقال أبو ذر : والله لا أفعل حتى ألقي بها بين ظهرانيهم حول الكعبة، فخرج فقال: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، فاجتمع عليه صناديد الكفر والشرك في مكة فضربوه حتى أدموه، ولم يحجزهم عنه إلا العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه، قال: يا قوم! ألا تدرون أن هذا من غفار وأنها قرية بالشام وأنكم في طريق تجارتكم تمرون بها، فربما انتقموا منكم أو منعوكم من التجارة. فلما علموا ذلك وأن هذا يؤثر على مصلحتهم في دنياهم كفوا عنه. هذا هو الإيمان بالله الذي دفعه إلى فعل هذا. وهذا خباب بن الأرت رضي الله عنه (أتى إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو متوسد بردة في ظل الكعبة وقد مسه أذى المشركين، فقال: يا رسول الله! ألا تدعو لله لنا؟ ألا تستنصر لنا -أي: تطلب النصر من الله تبارك وتعالى-؟ فجلس النبي صلى الله عليه وسلم محمر الوجه وقال: إن الرجل فيمن كان قبلكم كان ينشر بالمناشير ما بين لحمه وعصبه وعظمه لا يرده ذلك ولا يصرفه عن دينه). انظر إلى هذا التأصيل الإيماني العقدي، أنت تريد أن أدعو الله لك أن يصرف عنك هذا، بل هذا سنة عظيمة من سنن الله تبارك وتعالى الكونية: أنه لا بد من صقل هذه القلوب وصقل هذه النفوس لتتحمل بعد ذلك في ذات الله عز وجل، ثم قال: (وإن الرجل ليوضع المنشار في مفرق رأسه فينشر نصفين حتى يلقى على الأرض قطعتين لا يرده ذلك عن دينه -ثم تأتي البشارة بعد هذا النكد وبعد هذا الألم-، وليتمن الله تبارك وتعالى هذا الأمر -أي: هذا الدين- حتى يدخل في كل بيت حجر أو مدر، وإن الراكب ليسير من صنعاء إلى حضرموت لا يخشى إلا الله والذئب على غنمه).وهذا صهيب عندما اراد ان يخرج مهاجراً الي المدينه وحين استطاع الانطلاق في الصحراء،أدركه قناصة قريش، فصاح فيهم: "يا معشر قريش، لقد علمتم أني من أرماكم رجل،وايم الله لا تصلون إلي حتى أرمي بكل سهم معي في كنانتي ثم أضربكم بسيفي، حتى لايبقى في يدي منه شيء، فأقدموا إن شئتم، وإن شئتم دللتكم على مالي وتتركوني وشأني

فقبلالمشركين المال وتركوه قائلين: أتيتنا صعلوكًا فقيرًا، فكثر مالك عندنا، وبلغتبيننا ما بلغت، والآن تنطلق بنفسك وبمالك. فدلهم على ماله وانطلق إلى المدينة،فأدرك الرسول clip_image003 في قباء, ولم يكد يراه الرسول r حتى ناداه متهللاً: "ربح البيعأبا يحيى.. ربح البيع أبا يحيى", فقال: يا رسول الله، ما سبقنيإليك أحدٌ، وما أخبرك إلا جبريل.

ليس هذا فحسب بل ان المراءة ايضاًكان لها دور كبير علي التحمل والصبر وعلو الهمه والايمان فهذه ام عمار بن ياسر سميه التي عزبت ومزقت واشفق النبي صلِّ الله عليه وسلم عليها وعلي ولدها وزوجها من شدة التعذيب فكان اذا مر بيهم يقول صبرا أل ياسر فإن موعدكم الجنه ومع كل ما فُعل بها لم تترك هذا الدين حتي قتلت وكانت اوال شهيده في الاسلام وهذه ام سلمه التيعذبت نفسيا وجسديا ولكنها صبرت في سبيل الله فلم يخيب الله صبرها, ولمَ شملها مع زوجها وابنها بعد فراق قارب السنة فأي ايمان هذا الذي كان في قلوب هؤولاء الذي دفعهم علي ان يختارو العذب ويتحملوه اهون عليهم من ان يتركو هذا الدين الذي حاربو و جاهدو من اجل ان يحكمو بشريع الله هؤولاء هم الرجال الذين صدق فيهم قول الله تعالي من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا

فيجب علينا عباد الله ان نجدد البيعه والعهد مع الله عزوجل علي ان نقدم الغالي والنفيس من اجل اعلاء كلمة الحق ونصرة الدين ونصرة شرع الله عزوجل وأخيرً اوصيكم ونفسي بتقوي الله عزوجل والسمع والطاعه والله الموفق هذا ما اعلم والله اعلي واعلم واسئل الله العظيم رب العرش العظيم ان يجعله في ميزان حسناتي اسئلكم الدعاء.

1
منح الرحمن فى شهر القرآن

مقال لفضيلة الشيخ /  د عبد الله شاكر الجنيدى- الرئيس العام لأنصار السنة


الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، المبعوث رحمة للعالمين، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه الطيبين وآل بيته الطاهرين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعدُ:
فإن شهر رمضان من الأشهر التي لها مكانة عظيمة ومنزلة في الإسلام رفيعة، فهو منحة ربانية وعطية إلهية، تُفتح فيه أبواب الجنان، وتُغلَّق فيه أبواب النيران، وتُصفد الشياطين، وهو شهر الخير والمغفرة والتوبة والطاعة، والانتصارات والفتوحات والبركات، وقد فضّله الله على سائر الشهور، ومنحه من الخير الفضيل ما لم يمنح غيره من الشهور، وقد جعل الله لأهل الإيمان في الدنيا مواطن يغتنم فيها العبد المؤمن الأجر، ويستزيد فيها من فعل الخير، ويحسن له فيها التعرُّض للفضل، وهذا رحمة من الله وفضل؛ إذ لم يدع عبده المؤمن للشهوات والشيطان على مدار العام.
فيا عبد الله، يا من أبقاك الله ومدَّ في عمرك إلى أن دخل عليك هذا الشهر، اغتنم الفرصة والأجر، تنل من الله الخير، وقد أخرج الترمذي في سننه عن أبي بكرة رضي الله عنه: أن رجلاً قال: يا رسول الله، أيُّ الناس خير؟ قال: «من طال عمره وحسن عمله». قال: فأي الناس شر؟ قال: «من طال عمره وساء عمله» [الترمذي 2330 وصححه الألباني].
وفي الترمذي أيضًا بسند صحيح عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم ببعض جسدي قال: «كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل، وعُدّ نفسك من أهل القبور» [الترمذي 2333 وصححه الألباني، وأصل الحديث في البخاري بدون لفظة (وعُدّ نفسك من أهل القبور)].
وقال ابن عمر رضي الله عنهما: «إذا أصبحت فلا تحدث نفسك بالمساء، وإذا أمسيت فلا تحدث نفسك بالصباح، وخذ من صحتك قبل سقمك، ومن حياتك قبل موتك، فإنك لا تدري يا عبد الله ما اسمك غدًا» [الترمذي 2333 وصححه الألباني].
الحذر من سرعة مرور العمر
ولما كان العمر يمضي سريعًا، كان لزامًا على العبد أن ينتبه لأيامه ولياليه، ويعمل دائبًا على المسارعة إلى الخيرات، والمنافسة في عمل الصالحات، ومن ذلك اغتنام الأجر في شهر الصيام، فقد أخرج ابن ماجه في سننه عن طلحة بن عبد الله أن رجلين من بَلِيٍّ قدما على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان إسلامهما جميعًا، فكان أحدهما أشد اجتهادًا من الآخر، فغزا المجتهد منهما فاستشهد، ثم مكث الآخر بعده سنة، ثم توفي. قال طلحة: فرأيت في المنام: بينا أنا عند باب الجنة، إذا أنا بها، فخرج خارج من الجنة فأذن للذي تُوفِّي الآخِرَ منهما، ثم خرج،
فأذن للذي استشهد، ثم رجع إليَّ فقال: ارجع. فإنك لم تأن لك بعد، فأصبح طلحة يحدث به الناس، فعجبوا لذلك، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم وحدَّثوه الحديث. فقال: «من أي ذلك تعجبون؟» فقالوا: يا رسول الله، هذا كان أشدَّ الرجلين اجتهادًا ثم استشهد، ودخل هذا الآخرُ الجنة قبله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أليس قد مكث هذا بعده سنة؟» قالوا: بلى. قال: «وأدرك رمضان فصام وصلى كذا وكذا من سجدة في السنة؟» قالوا: بلى. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فما بينهما أبعد مما بين السماء والأرض». [ابن ماجه 3925 وصححه الألباني في صحيح سنن ابن ماجه (2/345)].
وقد اقتضت حكمة الله تبارك وتعالى أن يفرض علينا صيام رمضان كما فرضه على من قبلنا، غير أن هذه الأمة لما كانت أقصر الأمم أعمارًا عوضها الله عن ذلك بمضاعفة الأجر على الأعمال رحمةً بها، وإكرامًا لنبيها صلى الله عليه وسلم، وقد حباها في هذا الشهر الكريم بمنح عظيمة تترتب على اغتنام العبد لأيامه ولياليه، ومن هذه المنح ما يلي:
1- تحصيل التقوى التي هي خير زاد، قال الله تعالى: « يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ » [البقرة:183]، أي: لعلكم تتقون بصومكم ربكم، وهكذا تبرز الغاية العظمى من الصوم، وهي التقوى، والصوم طريق موصل إليها.
2- بركات خاصة برمضان: عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إذا جاء رمضان فُتحت أبواب الجنة». [البخاري 1898]. وعنه رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا دخل شهر رمضان فُتحت أبواب السماء، وغُلقت أبواب جهنم، وسلسلت الشياطين». [البخاري 1899]، وفي لفظ لمسلم: «فتحت أبواب الرحمة». [مسلم 1079].
والحديث يدل على بركات خاصة من الله لهذه الأمة في شهر رمضان، حيث تُفتح فيه أبواب الرحمة، وأبواب الجنة، وأبواب السماء، وتُغلق فيه أبواب النار، وتُسلسل الشياطين، وفي هذا تشجيع للصائمين وحثّ لهم على اغتنام مواسم الخيرات، والحديث الأول يدل على جواز قول: «رمضان» من غير إضافته إلى الشهر، وأما الحديث الذي فيه أنه اسم من أسماء الله تعالى فإنه لا يصح، وأسماء الله توقيفية، وفي الحديث دليل على وجود الجنة والنار، وأنهما مخلوقتان وموجودتان الآن، ومن معتقد أهل السنة والجماعة أنهما لا تبيدان ولا تفنيان، وعلى أن الجنة لها أبواب، وقد دلَّ على ذلك القرآن والسنة.
3- مِنَح مخصوصة بالصيام في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «الصيام جُنّة – زاد في رواية مسلم إذا أصبح أحدكم يومًا صائمًا - فلا يرفث ولا يجهل، وإن امرؤ قاتله أو شاتمه فليقل: إني صائم – مرتين – والذي نفسي بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، يترك طعامه وشرابه وشهوته من أجلي، الصيام لي وأنا أجزي به، والحسنة بعشر أمثالها». [البخاري 1894، ومسلم 1151].
وهذا الحديث قد اشتمل على كثير من المنح الربانية، ومنها: أن الصيام حصن ووقاية من النار. قال ابن العربي: «إنما كان الصوم جُنّة من النار لأنه إمساك عن الشهوات، والنار محفوفة بالشهوات».
وعقّب ابن حجر – رحمه الله – على هذا القول بقوله: «فالحاصل أنه إذا كفَّ نفسه عن الشهوات في الدنيا كان ذلك ساترًا له من النار في الدار الآخرة». [فتح الباري 4/104].
ومنها: أن على الصائم ألا يتكلم بكلام فاحش، أو يفعل شيئًا من أفعال أهل السفه والجهل كالصيام وغير ذلك، ومنها: أن رائحة فم الصائم المتغيرة بسبب الصيام أحب إلى الله من ريح المسك، وفي هذا ثناءٌ على الصائم ورضا بفعله، ومنها ما جاء في قوله تعالى: «الصيام لي وأنا أجزي به». وفي هذا مزية عظيمة للصيام، وأجر عظيم عليه من الكريم الرحمن.
ومن المعلوم أن الحسنات يضاعف جزاؤها من عشرة أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلا الصوم فلا يضاعف إلى هذا القدر فحسب، بل ثوابه لا يقدر قدره ولا يحصيه إلا الله تعالى، ولذلك يتولى الله جزاءه بنفسه، وقد نقل ابن حجر – رحمه الله – عن البيضاوي أنه قال: «والسبب في اختصاص الصوم بهذه المزية أمران: أحدهما أن سائر العبادات مما يطلع العباد عليه، والصوم سر بين العبد وبين الله تعالى يفعله خالصًا ويعامله به طالبًا لرضاه، وإلى ذلك الإشارة بقوله: «فإنه لي». والآخر: أن سائر الحسنات راجعة إلى صرف المال أو استعمال البدن، والصوم يتضمن كسر النفس وتعريض البدن للنقصان، وفيه الصبر على مضض الجوع والعطش وترك الشهوات، وإلى ذلك أشار بقوله: «يدع شهوته من أجلي». [فتح الباري: 4/110]، وعلى الصائم ألا يتضجر من رائحة فمه؛ لأنها أطيب عند الله من ريح المسك، كما عليه أن يصبر على الأذى.
4- المباعدة عن النيران ففي الصحيحين عن أبي سعيد الخدري – رضي الله عنه – قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «من صام يومًا في سبيل الله بعَّدَ الله وجهه عن النار سبعين خريفًا». [البخاري 2840، ومسلم 1153].
وفي هذا أجر عظيم للصائم وفضل كبير ورحمة من الله له. قال النووي رحمه الله: «فيه فضيلة الصيام...، والخريف السنة، والمراد سبعين سنة». [شرح النووي على مسلم ج8/23]، وقال ابن حجر رحمه الله: «الخريف زمان معلوم من السنة، والمراد به هنا العام، وتخصيص الخريف بالذكر دون بقية الفصول – الصيف والشتاء والربيع – لأن الخريف أزكى الفصول لكونه يجنى فيه الثمار». [فتح الباري: 6/48].
5- الصيام لا مثل له
ففي سنن النسائي عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال: قلت يا رسول الله، مرني بأمر ينفعني الله به، قال: «عليك بالصيام فإنه لا مِثْل له». [النسائي 2221 وصححه الألباني].
6- للصائمين باب من أبواب الجنة لا يدخل منه أحد غيرهم
فعن سهل بن سعد الساعدي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن في الجنة بابًا يقال له الريان، يدخل منه الصائمون يوم القيامة لا يدخل منه أحد غيرهم، يقال: أين الصائمون؟ فيقومون، لا يدخل منه أحد غيرهم، فإذا دخلوا أغلق، فلم يدخل منه أحد». [البخاري 896].
7- في رمضان ليلة خير من ألف شهر من قام فيها لله غفر له ما تقدم من ذنبه، فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدم من ذنبه، ومن صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه». [البخاري 1901].
8- رمضان لا ينقص أجره حتى ولو نقص عدده
ففي الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «شهران لا ينقصان، شهرا عيد: رمضان، وذو الحجة» [البخاري 1912، ومسلم 1089]. والمعنى: لا ينقصان أبدًا في الأجر وثواب العمل، وكان إسحاق بن راهويه يقول: «لا ينقصان في الفضيلة إن كانا تسعة وعشرين أو ثلاثين»، وقال البيهقي: «إنما خصهما بالذكر لتعلق حكم الصوم والحج بهما، وبه جزم النووي، وقال: إنه الصواب المعتمد». وعقب الحافظ ابن حجر على هذا بقوله: «والمعنى أن كل ما ورد عنهما من الفضائل والأحكام حاصل سواء كان رمضان ثلاثين أو تسعًا وعشرين». [فتح الباري: 4/125، 126].
ومنح الله في رمضان لأهل الإيمان كثيرة، منها الجزاء الكبير للعمرة في رمضان، فالعمرة في رمضان تعدل ثواب الحج برفقة النبي صلى الله عليه وسلم كما قال النبي صلى الله علي وسلم: «عُمْرَةً فِي رَمَضَانَ تَقْضِي حَجَّةً أَوْ حَجَّةً مَعِي» [البخاري 1863]. وعن عطاء قال سمعت ابن عباس رضي الله عنهما يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لامرأة من الأنصار سماها ابن عباس فنسيت اسمها «ما منعك أن تحجي معنا». قالت كان لنا ناضح فركبه أبو فلان وابنه لزوجها وابنها، وترك ناضحًا ننضح عليه قال: «فإذا كان رمضان اعتمري فيه، فإن عمرة في رمضان حجة» [البخاري 1863].
كما أن للجود والإحسان فضلًا عظيمًا في رمضان، فقد كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَجْوَدَ النَّاسِ، وَأَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ، وَكَانَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلاَم يَلْقَاهُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ فَيُدَارِسُهُ الْقُرْآنَ؛ فَلَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَجْوَدُ بِالْخَيْرِ مِنْ الرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ»[البخاري 3554].
والاعتكاف عمل جليل من أعمال البر في شهر رمضان، وقد سن لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في العشر الأواخر من رمضان سنة الاعتكاف في المساجد، وقد داوم عليها صلى الله عليه وسلم حتى موته، فعن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله، ثم اعتكف أزواجه بعده. [متفق عليه].
وغير ذلك من الأعمال الصالحة، وعليه فهو شهر يستحق العناية به، والمسارعة والمنافسة في مرضات الله فيه، أسأل الله أن يوفقنا لحسن صيامه وقيامه، وأن يتقبل منا، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

0
رد وساوس الشيطان

فيما أخرجه البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضي اللَّه عنه قال : قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم : (( يأتي الشيطان أحدكم فيقول : من خلق كذا ؟ من خلق كذا ؟ حتى يقول : من خلق ربك ؟ فإذا بلغه فليستعذ باللَّه ولينته )) .
وكذلك ما أخرجاه من حديث أنس بن مالك رضي اللَّه عنه قال : قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم : (( لن يبرح الناس يتساءلون ، حتى يقولوا : هذا اللَّه خلق كل شيء ، فمن خلق اللَّه )) .
وفي رواية لمسلم : (( فمن وجد من ذلك شيئًا فليقل : آمنت باللَّه ورسله )) . وعند أبي داود فقولوا : { اللَّهُ أَحَدٌ @ اللَّهُ الصَّمَدُ } السورة ، (( ثم ليتفل عن يساره ، ثم ليستعذ )) .
وعند أحمد عن عائشة : (( فإذا وجد أحدكم ذلك فليقل : آمنت باللَّه ورسوله ، فإن ذلك يذهب عنه )) .
وهذا السؤال ينشأ عن جهل مفرط إن خرج من الآدمي ، فإن كان من الشيطان فهو سبيله لإغواء الإنسان ، فيجب على الإنسان أن يعتصم باللَّه فيستعيذ به ولا يجيبه ، وفي ذلك ذم كثرة السؤال .
وفي حديث ابن أبي شيبة عن ابن عباس قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : إني أحدث نفسي بالأمر لأن أكون حممة أحب إليَّ من أن أتكلم به ، قال : (( الحمد للَّه الذي رد أمره إلى الوسوسة )) .
وفي حديث أبي داود عن أبي هريرة قال : جاء أناس إلى النبي صلى الله عليه وسلم من أصحابه فقالوا : يا رسول اللَّه ، إنا نجد في أنفسنا الشيء يعظم أن نتكلم به ، ما نحب أن لنا الدنيا ، وأنا تكلمنا به ، فقال : (( أَوَ قد وجدتموه ؟ ذاك صريح الإيمان )) .
وليس المراد أن الوسوسة نفسها صريح الإيمان ، بل إن هذه الوسوسة من الشيطان وكيده ، لكن صريح الإيمان هو الذي يجعلهم يتعاظمون ذلك ويمنعهم من قبول ما يلقيه الشيطان في نفوسهم .
وانظر كيف أن العلاج من ذلك ألا نجيبه ولا نرد عليه ؛ لأنك إن رددت عليه استهواك وأوقعك ، فإما أن يضيع وقتك الذي هو رصيدك لعمل الصالحات ، وإما أن يجعلك في شكوك وشبهات لا تتخلص منها . ومما ذكره ابن حجر قال الخطابي : وجه هذا الحديث أن الشيطان إذا وسوس بذلك فاستعاذ الشخص باللَّه منه وكف عن مطاولته في ذلك اندفع ، قال : وهذا بخلاف ما لو تعرض أحد من البشر بذلك ، فإنه يمكن قطعه بالحجة والبرهان . قال : والفرق بينهما أن الآدمي يقع منه الكلام بالسؤال والجواب والحال معه محصورة ، فإذا راعى الطريقة وأصاب الحجة انقطع ، وأما الشيطان فليس لوسوسته انتهاء ، بل كلما ألزمه حجة زاغ إلى غيرها ، إلى أن يفضي بالمرء إلى الحيرة . نعوذ باللَّه من ذلك .
وقال : على أن قوله : من خلق ربك كلام متهافت ينقض آخره أوله ؛ لأن الخالق يستحيل أن يكون مخلوقًا ، ثم لو كان السؤال متجهًا لاستلزم التسلسل وهو محال ، وقد أثبت العقل أن المحدثات مفتقرة إلى محدث ، فلو كان هو مفتقرًا إلى محدث لكان من المحدثات .
وقال الطيبي : إنما أمر بالاستعاذة والاشتغال بأمر آخر ولم يأمر بالتأمل والاحتجاج ؛ لأن العلم باستغناء اللَّه جل وعلا عن الموجد أمر ضروري لا يقبل المناظرة ، ولأن الاسترسال في الفكر لا يزيد المرء إلا حيرة ، ومَن هذا حاله فلا علاج له إلا الملجأ إلى اللَّه تعالى والاعتصام به . واللَّه أعلم .

0
مذهب السلف في رؤية الله عز وجل

يقول الله عز وجل في القرآن الكريم حين ذكر القيامة: وجوه يومئذ ناضرة. إلى ربها ناظرة {القيامة: 22، 23}، فأضاف النظر إلى الوجوه والذي يمكن به النظر في الوجوه، ولكن رؤيتنا لله عز وجل لا تقتضي الإحاطة به ؛ لأن الله تعالى يقول: ولا يحيطون به علما {طه: 110}، فإذا كنا لا يمكن أن نحيط بالله علمًا - والإحاطة العلمية أوسع وأشمل من الإحاطة البصرية - دل ذلك على أنه لا يمكن أن نحيط به إحاطة بصرية، ويدل لذلك قوله تعالى: لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار {الأنعام: 103}، فالأبصار وإن رأته لا يمكن أن تدركه، فالله عز وجل يرى بالعين رؤية حقيقية، ولكن لا يدرك بهذه الرؤية ؛ لأنه عز وجل أعظم من أن يحاط به، وهذا هو الذي ذهب إليه السلف ويرون أن أكمل نعيم ينعم به الإنسان أن ينظر إلى وجه الله عز وجل، ولهذا كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم : "أسألك لذة النظر إلى وجهك". قال: "لذة النظر" ؛ لأن لهذا النظر لذة عظيمة لا يدركها إلا من أدركها بنعمة من الله وفضل منه، وأرجو الله تعالى أن يجعلني وإياكم منهم، هذه هي حقيقة الرؤية التي أجمع عليها السلف.
أما من زعم أن الله لا يُرى بالعين وأن الرؤية عبارة عن كمال اليقين، فإن قوله هذا باطل مخالف للأدلة ويكذبه الواقع، لأن كمال اليقين موجود في الدنيا أيضًا، قال النبي صلى الله عليه وسلم ، في تفسير الإحسان: "الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك". وعبادتك لله كأنك تراه هذا هو كمال اليقين، فدعوى أن النصوص الواردة في الرؤية تعني كمال اليقين؛ لأن المتيقن يقينًا كاملاً كالذي يشاهد بالعين دعوى باطلة وتحريف للنصوص، وليس بتأويل بل هو تحريف باطل يجب رده على من قال به، والله المستعان.
بالله

0
" ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ "

أن المولى سبحانه وتعالى قد جمع بينها فى آية واحدة فى قوله تعالى : " هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا
تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ " ( الحديد/ 4 ) والاستواء جاء فى القرآن على ثلاثة أوجه :
الأول :- مقيد بإلى كقوله تعالى : " ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ " أى قصد .
الثانى :- مقيد بعلى كقوله تعالى : " لِتَسْتَوُوا عَلَى ظُهُورِهِ " ومعناها العلو عليها .
الثالث :- مطلق كقوله تعالى : " وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى " أى كمل .
فاستواء الله على عرشه يعنى علوه عليه علواً يليق بجلاله وعظمته وهى صفة لله عز وجل دل عليها القرآن والسنة والإجماع .
فالله سبحانه مستو على عرشه يقرب من خلقه متى شاء وكيف شاء فإن قيل كيف يفعل ذلك ؟ فالجواب :- أن الله أخبرنا باستوائه ونزوله ولم يخبرنا كيف ولا سبيل لعلم ذلك إلا بإخباره سبحانه .
أما عن قوله تعالى : " وَهُوَ مَعَكُمْ " .
فإن معية الله تنقسم قسمين :-
­ المعية وهى تقتضى معية الإحاطة والقدرة والعلم والتدبير كقوله تعالى : " وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَمَا كُنْتُمْ " .
­ والمعية الخاصة وهى معية النصر والتأييد وهى مختصة بالرسل وأتباعهم كقوله تعالى : " إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ " .
ولا منافاة بين العلو لله سبحانه ومعيته لأن ذلك لا يستلزم الاختلاط والحلول فقد تقول : يسير القمر مع المسافر مع أن القمر فى السماء . كيف مع أننا لو تصورنا التناقض فى حق المخلوق فإن ذلك لا يستلزم تناقضاً فى حق الخالق سبحانه لأنه ليس كمثله شىء .
وهذا ما أجمع عليه سلف الأمة لا مخالف لهم من أئمة الهدى .
­ روى الإمام أحمد عن مالك بن أنس قال : الله فى السماء وعلمه فى كل مكان لا يخلو من علمه مكان .
وحكى الأوزاعى إمام أهل الشام شهرة القول فى زمن التابعين بالإيمان بأن الله تعالى فوق العرش .
وسُئل أبو حنيفة عمن قال : لا أعرف ربى فى السماء أم فى الأرض ؟ فقال : قد كفر لأن الله يقول : " الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى " وعرشه فوق سبع سموات .
وقال الترمذى : هو على العرش كما وصف فى كتابه ، وعلمه وقدرته وسلطانه فى كل مكان.

0
ماذا تنتظر .... باب التوبة مفتوح ..!!!!!؟؟؟؟


لماذا التوبة ؟

الحمد لله غافر الذنب وقابل التوب, شديد العقاب, الفاتح للمستغفرين الأبواب والميسر للتائبين الأسباب, والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

كلنا ذوو خطأ:

كلنا مذنبون... كلنا مخطؤون.. نقبل على الله تارة وندبر أخرى, تراقب الله مرة وتسيطر علينا الغفلة أخرى...
لا نخلو من المعصية ولابد أن يقع منا الخطأ؛ فلست أنا وأنت بمعصومين؛ «كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون» [رواه الترمذي وحسنه الاألباني].
 ولكن... ما التوبة؟          

التوبة هي الرجوع عما يكرهه الله ظاهرًا أو باطنًا، إلى مايحبه الله ظاهرًا و باطنًا... هي اسم جامع لشرائع الإسلام وحقائق الإيمان...

هي الهداية الواقية من اليأس والقنوط, هي الينبوع الفياض لكل خير وسعادة في الدنيا والآخرة...

هي ملاك الأمر ومبعث الحياة ومناط الفلاح.. هي أول المنازل وأوسطها وآخرها, هي بداية العبد ونهايته...

 ولماذا نـتـوب؟           

قد يسأل سائل: لماذا أترك المعصية وأنا أجد فيها متعتي؟!...

لماذا أدع مشاهدة الأفلام وسماع الأغاني وفيها راحتي؟!...

ولماذا أمتنع عن المعاكسات الهاتفية وفيها بغيتي؟!..

ولماذا أتخلى عن النظر إلى الحرام وفيه سعادتي؟!..

لماذا أتقيد بالصلاة والصيام وأنا لا أحب التقيد والارتباط؟!... ولماذا ولماذا ...

أليس ينبغي على الإنسان فعل ما يسعده ويريحه ويجد فيه سعادته؟!؛ فالذي يسعدني هو ما تسميه معصية.. فـلـمَ أتوب؟!

وقبل أن أجيبك على سؤالك أخي الحبيب.. لابد أن تعلم أنني ما أردت إلا سعادتك, وما تمنيت إلا راحتك، وماقصدت إلا الخير لك في الدارين....

والآن أجيب عن السؤال وأقول... لأن التوبة:

 1 - طاعة لأمر ربك سبحانه وتعالى؛ فهو الذي أمر بها فقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا} [سورة التحريم: 8]، وأمر الله ينبغي أن يقابل بالامتثال والطاعة.

 2 - سبب لفلاحك في الدنيا والآخرة, قال تعالى: {وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [سورة النور: 31]؛ فالقلب لايصلح ولا يفلح ولا يتلذذ, ولايسر ولا يطمئن, ولايطيب إلا بعبادة ربه والانابة إليه.

 3 - سبب لمحبة الله تعالى لك؛ قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ} [سورة البقرة: 222]، وهل هناك سعادة يمكن أن يشعر بها إنسان بعد معرفته أن خالقه ومولاه يحبه إذا تاب إليه؟!

 4 - سبب لدخولك الجنة ونجاتك من النار قال تعالى: {فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ ۖ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا ﴿59﴾ إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَٰئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ شَيْئًا} [سوة مريم: 60-59]، وهل هناك مطلب للإنسان يسعى من أجله إلا الجنة؟!

أخي الـمـسـلـم... أختي الـمـسـلـمـة...

 ألا تستحق تلك الفضائل -وغيرها كثير- أن نتوب من أجلها؟!           
لماذا نبخل على أنفسنا بما فيه سعادتها؟!.. لماذا نظلمها بمعصية الله ونحرمها من الفوز برضاه؟!.... جدير بنا أن نبادر لإلى ما هذا فضله وتلك ثمرتة

قـدم لنـفسك تـوبة مرجـوة *** قبل الممات وقبل حبس الألسن
بادر بها غلق النفوس فإنها *** ذخر وغنم للمنيب المحسن

0
قصة رائعة عن قارئ القرءان

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قصة جميلة عن القران لماذا نقرأ القران حتى لو لم نكن نفهم مفرداته العربية جيدا
عجوز امريكي مسلم يعيش في مزرعة في جبال شرق كنتاكي مع حفيده الصغير
في كل صباح الجد يستيقظ باكرا ويجلس على طاولة المطبخ ويقرأ القران.
حفيده الصغير كان يريد ان يصبح مثل جده لهذا كان يحاول تقليده بكل طريقة ممكنة وفي أحد الايام سأل الحفيد جده قائلا (جدي انا احاول ان اقرأ القران مثلك , لكنني لم افهم كلماته والذي افهمه انساه وسرعان ما اغلق الكتاب , ما هي الفائدة المرجاة من قراءة القران.
الجد بهدوء وضع الفحم في المدفأة واجاب (خذ سلة الفحم الى النهر وأملئها بالماء )
قام الولد بعمل ما طلبه منه جده , لكن كل الماء تسرب من السلة قبل ان يصل عائدا الى المنزل.ضحك الجد وقال: (يجب عليك ان تكون اسر ع في المرة القادمة) ثم بعثه مرة اخرى الى النهر مع السلة اسرع, ولكن مرة اخرى السلة فرغت قبل وصوله المنزل.كان يتنفس لاهثا.واخبر جده انه من المستحيل ان احمل الماء بهذه السلة,وذهب ليحضر دلوا بدلا من السلة.الرجل العجوز قال (انا لا اريد دلوا من الماء , بل اريد سلة من الماء.انت فقط لم تحاول بجهد كاف)
 ثم خرج ليشاهد الولد يحاول مرة اخرى , في هذه الاثناء ادرك الولد انها مهمة مستحيلة , لكنه اراد ان يثبت لجده انه حتى لو ركض بأسرع ما يستطيع , الماء سوف يتسرب قبل ان يصل عائدا الى المنزل .فقام الولد رمى بالسلة في النهر وركض بسرعة وبجهد.ولكنه عندما وصل الى البيت وجد ان السلة فارغة مرة ثالثة.فقال وهو يلهث , انظر جدي ...انها غير مجدية
أجاب الجد اذن انت تظن انها غير مجدية ؟ا نظر الى السلة نظر الولد الى السلة وللمرة الاولى ادرك ان السلة مختلفة.كانت سلة متسخة تنقل الفحم القديم والان اصبحت نظيفة من الداخل والخارج.
بني أجابه الجد : هذا ما يحصل عندما تقرأ القران.من الممكن أن لا تفهم شيئا او تتذكر اي شيء ولكن عندما تقرأه مره بعد مره بعد مره .سوف تتغير
داخليا وخارجيا.هذا عمل الله في حياتنا ....

اتمنى لكم خير العمل واكثر الاجر يارب . . . .

0
ما الفرق بين الله و اللة

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لاحظت في العديد من المنتديات امرا خطيرا جدا..

وهو عدم التفريق بين كتابة لفظ الجلاله (الله)

وكلمة اللة ...

احبتي الفرق بينهما هو
 1 - ان لفظ الجلاله يكون الحرف في نهايته حرف الهاء الذي يظهر بين حرفي الخاء والعين ..وليس الذي بين حرفي الواو والالف المقصوره .......

 2 - ولكن مايكتبه البعض وللأسف الشديد بكتابته "اللة" وفي نهايته التاء المربوطة الواقعة بين حرفي الواو والالف المقصوره على الكيبورد..وجميعنا يعلم انها غير مقصوده ولكن تشابه الحروف يجعل التوهم كثيرا ..ولكن لنتيقظ تجاه امرا يمس الله سبحانه وتعالى

وكلمة اللة التي ورد ذكرها في النقطة الثانية اعلاه لو تلفظناها لكانت اصبت اللات وهي الصنم الذي هدم عند فتح مكة

أحبتي فارجو منكم ان تنتبهوا وتتيقظا وتكونوا حذرين جدا من هذا الامر

اللهم بلغت اللهم فأشهد

دائما وابدا الله ....

امانه ياقارئ الموضوع ..عضوا كنت ام ضيفا ..انشر هذا الموضوع في المنتديات قدر الاستطاعة .انشرها عبر الماسنجر .الايميل.....ولاحرمكم الله من الأجر

دمتم بحفظ الله

تحياااااااااااااااااتي

 
تعريب وتطوير مدونة الفوتوشوب للعرب | تعديل التصميم : ابوعبدالله عبداللطيف بن أحمد المصرى | 01148521721 |
جمعية أنصار السنة المحمدية .. فرع الخصوص © 2011 | عودة الى الاعلى
Designed by Chica Blogger