1
منح الرحمن فى شهر القرآن

مقال لفضيلة الشيخ /  د عبد الله شاكر الجنيدى- الرئيس العام لأنصار السنة


الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، المبعوث رحمة للعالمين، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه الطيبين وآل بيته الطاهرين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعدُ:
فإن شهر رمضان من الأشهر التي لها مكانة عظيمة ومنزلة في الإسلام رفيعة، فهو منحة ربانية وعطية إلهية، تُفتح فيه أبواب الجنان، وتُغلَّق فيه أبواب النيران، وتُصفد الشياطين، وهو شهر الخير والمغفرة والتوبة والطاعة، والانتصارات والفتوحات والبركات، وقد فضّله الله على سائر الشهور، ومنحه من الخير الفضيل ما لم يمنح غيره من الشهور، وقد جعل الله لأهل الإيمان في الدنيا مواطن يغتنم فيها العبد المؤمن الأجر، ويستزيد فيها من فعل الخير، ويحسن له فيها التعرُّض للفضل، وهذا رحمة من الله وفضل؛ إذ لم يدع عبده المؤمن للشهوات والشيطان على مدار العام.
فيا عبد الله، يا من أبقاك الله ومدَّ في عمرك إلى أن دخل عليك هذا الشهر، اغتنم الفرصة والأجر، تنل من الله الخير، وقد أخرج الترمذي في سننه عن أبي بكرة رضي الله عنه: أن رجلاً قال: يا رسول الله، أيُّ الناس خير؟ قال: «من طال عمره وحسن عمله». قال: فأي الناس شر؟ قال: «من طال عمره وساء عمله» [الترمذي 2330 وصححه الألباني].
وفي الترمذي أيضًا بسند صحيح عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم ببعض جسدي قال: «كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل، وعُدّ نفسك من أهل القبور» [الترمذي 2333 وصححه الألباني، وأصل الحديث في البخاري بدون لفظة (وعُدّ نفسك من أهل القبور)].
وقال ابن عمر رضي الله عنهما: «إذا أصبحت فلا تحدث نفسك بالمساء، وإذا أمسيت فلا تحدث نفسك بالصباح، وخذ من صحتك قبل سقمك، ومن حياتك قبل موتك، فإنك لا تدري يا عبد الله ما اسمك غدًا» [الترمذي 2333 وصححه الألباني].
الحذر من سرعة مرور العمر
ولما كان العمر يمضي سريعًا، كان لزامًا على العبد أن ينتبه لأيامه ولياليه، ويعمل دائبًا على المسارعة إلى الخيرات، والمنافسة في عمل الصالحات، ومن ذلك اغتنام الأجر في شهر الصيام، فقد أخرج ابن ماجه في سننه عن طلحة بن عبد الله أن رجلين من بَلِيٍّ قدما على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان إسلامهما جميعًا، فكان أحدهما أشد اجتهادًا من الآخر، فغزا المجتهد منهما فاستشهد، ثم مكث الآخر بعده سنة، ثم توفي. قال طلحة: فرأيت في المنام: بينا أنا عند باب الجنة، إذا أنا بها، فخرج خارج من الجنة فأذن للذي تُوفِّي الآخِرَ منهما، ثم خرج،
فأذن للذي استشهد، ثم رجع إليَّ فقال: ارجع. فإنك لم تأن لك بعد، فأصبح طلحة يحدث به الناس، فعجبوا لذلك، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم وحدَّثوه الحديث. فقال: «من أي ذلك تعجبون؟» فقالوا: يا رسول الله، هذا كان أشدَّ الرجلين اجتهادًا ثم استشهد، ودخل هذا الآخرُ الجنة قبله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أليس قد مكث هذا بعده سنة؟» قالوا: بلى. قال: «وأدرك رمضان فصام وصلى كذا وكذا من سجدة في السنة؟» قالوا: بلى. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فما بينهما أبعد مما بين السماء والأرض». [ابن ماجه 3925 وصححه الألباني في صحيح سنن ابن ماجه (2/345)].
وقد اقتضت حكمة الله تبارك وتعالى أن يفرض علينا صيام رمضان كما فرضه على من قبلنا، غير أن هذه الأمة لما كانت أقصر الأمم أعمارًا عوضها الله عن ذلك بمضاعفة الأجر على الأعمال رحمةً بها، وإكرامًا لنبيها صلى الله عليه وسلم، وقد حباها في هذا الشهر الكريم بمنح عظيمة تترتب على اغتنام العبد لأيامه ولياليه، ومن هذه المنح ما يلي:
1- تحصيل التقوى التي هي خير زاد، قال الله تعالى: « يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ » [البقرة:183]، أي: لعلكم تتقون بصومكم ربكم، وهكذا تبرز الغاية العظمى من الصوم، وهي التقوى، والصوم طريق موصل إليها.
2- بركات خاصة برمضان: عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إذا جاء رمضان فُتحت أبواب الجنة». [البخاري 1898]. وعنه رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا دخل شهر رمضان فُتحت أبواب السماء، وغُلقت أبواب جهنم، وسلسلت الشياطين». [البخاري 1899]، وفي لفظ لمسلم: «فتحت أبواب الرحمة». [مسلم 1079].
والحديث يدل على بركات خاصة من الله لهذه الأمة في شهر رمضان، حيث تُفتح فيه أبواب الرحمة، وأبواب الجنة، وأبواب السماء، وتُغلق فيه أبواب النار، وتُسلسل الشياطين، وفي هذا تشجيع للصائمين وحثّ لهم على اغتنام مواسم الخيرات، والحديث الأول يدل على جواز قول: «رمضان» من غير إضافته إلى الشهر، وأما الحديث الذي فيه أنه اسم من أسماء الله تعالى فإنه لا يصح، وأسماء الله توقيفية، وفي الحديث دليل على وجود الجنة والنار، وأنهما مخلوقتان وموجودتان الآن، ومن معتقد أهل السنة والجماعة أنهما لا تبيدان ولا تفنيان، وعلى أن الجنة لها أبواب، وقد دلَّ على ذلك القرآن والسنة.
3- مِنَح مخصوصة بالصيام في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «الصيام جُنّة – زاد في رواية مسلم إذا أصبح أحدكم يومًا صائمًا - فلا يرفث ولا يجهل، وإن امرؤ قاتله أو شاتمه فليقل: إني صائم – مرتين – والذي نفسي بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، يترك طعامه وشرابه وشهوته من أجلي، الصيام لي وأنا أجزي به، والحسنة بعشر أمثالها». [البخاري 1894، ومسلم 1151].
وهذا الحديث قد اشتمل على كثير من المنح الربانية، ومنها: أن الصيام حصن ووقاية من النار. قال ابن العربي: «إنما كان الصوم جُنّة من النار لأنه إمساك عن الشهوات، والنار محفوفة بالشهوات».
وعقّب ابن حجر – رحمه الله – على هذا القول بقوله: «فالحاصل أنه إذا كفَّ نفسه عن الشهوات في الدنيا كان ذلك ساترًا له من النار في الدار الآخرة». [فتح الباري 4/104].
ومنها: أن على الصائم ألا يتكلم بكلام فاحش، أو يفعل شيئًا من أفعال أهل السفه والجهل كالصيام وغير ذلك، ومنها: أن رائحة فم الصائم المتغيرة بسبب الصيام أحب إلى الله من ريح المسك، وفي هذا ثناءٌ على الصائم ورضا بفعله، ومنها ما جاء في قوله تعالى: «الصيام لي وأنا أجزي به». وفي هذا مزية عظيمة للصيام، وأجر عظيم عليه من الكريم الرحمن.
ومن المعلوم أن الحسنات يضاعف جزاؤها من عشرة أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلا الصوم فلا يضاعف إلى هذا القدر فحسب، بل ثوابه لا يقدر قدره ولا يحصيه إلا الله تعالى، ولذلك يتولى الله جزاءه بنفسه، وقد نقل ابن حجر – رحمه الله – عن البيضاوي أنه قال: «والسبب في اختصاص الصوم بهذه المزية أمران: أحدهما أن سائر العبادات مما يطلع العباد عليه، والصوم سر بين العبد وبين الله تعالى يفعله خالصًا ويعامله به طالبًا لرضاه، وإلى ذلك الإشارة بقوله: «فإنه لي». والآخر: أن سائر الحسنات راجعة إلى صرف المال أو استعمال البدن، والصوم يتضمن كسر النفس وتعريض البدن للنقصان، وفيه الصبر على مضض الجوع والعطش وترك الشهوات، وإلى ذلك أشار بقوله: «يدع شهوته من أجلي». [فتح الباري: 4/110]، وعلى الصائم ألا يتضجر من رائحة فمه؛ لأنها أطيب عند الله من ريح المسك، كما عليه أن يصبر على الأذى.
4- المباعدة عن النيران ففي الصحيحين عن أبي سعيد الخدري – رضي الله عنه – قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «من صام يومًا في سبيل الله بعَّدَ الله وجهه عن النار سبعين خريفًا». [البخاري 2840، ومسلم 1153].
وفي هذا أجر عظيم للصائم وفضل كبير ورحمة من الله له. قال النووي رحمه الله: «فيه فضيلة الصيام...، والخريف السنة، والمراد سبعين سنة». [شرح النووي على مسلم ج8/23]، وقال ابن حجر رحمه الله: «الخريف زمان معلوم من السنة، والمراد به هنا العام، وتخصيص الخريف بالذكر دون بقية الفصول – الصيف والشتاء والربيع – لأن الخريف أزكى الفصول لكونه يجنى فيه الثمار». [فتح الباري: 6/48].
5- الصيام لا مثل له
ففي سنن النسائي عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال: قلت يا رسول الله، مرني بأمر ينفعني الله به، قال: «عليك بالصيام فإنه لا مِثْل له». [النسائي 2221 وصححه الألباني].
6- للصائمين باب من أبواب الجنة لا يدخل منه أحد غيرهم
فعن سهل بن سعد الساعدي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن في الجنة بابًا يقال له الريان، يدخل منه الصائمون يوم القيامة لا يدخل منه أحد غيرهم، يقال: أين الصائمون؟ فيقومون، لا يدخل منه أحد غيرهم، فإذا دخلوا أغلق، فلم يدخل منه أحد». [البخاري 896].
7- في رمضان ليلة خير من ألف شهر من قام فيها لله غفر له ما تقدم من ذنبه، فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدم من ذنبه، ومن صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه». [البخاري 1901].
8- رمضان لا ينقص أجره حتى ولو نقص عدده
ففي الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «شهران لا ينقصان، شهرا عيد: رمضان، وذو الحجة» [البخاري 1912، ومسلم 1089]. والمعنى: لا ينقصان أبدًا في الأجر وثواب العمل، وكان إسحاق بن راهويه يقول: «لا ينقصان في الفضيلة إن كانا تسعة وعشرين أو ثلاثين»، وقال البيهقي: «إنما خصهما بالذكر لتعلق حكم الصوم والحج بهما، وبه جزم النووي، وقال: إنه الصواب المعتمد». وعقب الحافظ ابن حجر على هذا بقوله: «والمعنى أن كل ما ورد عنهما من الفضائل والأحكام حاصل سواء كان رمضان ثلاثين أو تسعًا وعشرين». [فتح الباري: 4/125، 126].
ومنح الله في رمضان لأهل الإيمان كثيرة، منها الجزاء الكبير للعمرة في رمضان، فالعمرة في رمضان تعدل ثواب الحج برفقة النبي صلى الله عليه وسلم كما قال النبي صلى الله علي وسلم: «عُمْرَةً فِي رَمَضَانَ تَقْضِي حَجَّةً أَوْ حَجَّةً مَعِي» [البخاري 1863]. وعن عطاء قال سمعت ابن عباس رضي الله عنهما يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لامرأة من الأنصار سماها ابن عباس فنسيت اسمها «ما منعك أن تحجي معنا». قالت كان لنا ناضح فركبه أبو فلان وابنه لزوجها وابنها، وترك ناضحًا ننضح عليه قال: «فإذا كان رمضان اعتمري فيه، فإن عمرة في رمضان حجة» [البخاري 1863].
كما أن للجود والإحسان فضلًا عظيمًا في رمضان، فقد كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَجْوَدَ النَّاسِ، وَأَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ، وَكَانَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلاَم يَلْقَاهُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ فَيُدَارِسُهُ الْقُرْآنَ؛ فَلَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَجْوَدُ بِالْخَيْرِ مِنْ الرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ»[البخاري 3554].
والاعتكاف عمل جليل من أعمال البر في شهر رمضان، وقد سن لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في العشر الأواخر من رمضان سنة الاعتكاف في المساجد، وقد داوم عليها صلى الله عليه وسلم حتى موته، فعن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله، ثم اعتكف أزواجه بعده. [متفق عليه].
وغير ذلك من الأعمال الصالحة، وعليه فهو شهر يستحق العناية به، والمسارعة والمنافسة في مرضات الله فيه، أسأل الله أن يوفقنا لحسن صيامه وقيامه، وأن يتقبل منا، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

0
رد وساوس الشيطان

فيما أخرجه البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضي اللَّه عنه قال : قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم : (( يأتي الشيطان أحدكم فيقول : من خلق كذا ؟ من خلق كذا ؟ حتى يقول : من خلق ربك ؟ فإذا بلغه فليستعذ باللَّه ولينته )) .
وكذلك ما أخرجاه من حديث أنس بن مالك رضي اللَّه عنه قال : قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم : (( لن يبرح الناس يتساءلون ، حتى يقولوا : هذا اللَّه خلق كل شيء ، فمن خلق اللَّه )) .
وفي رواية لمسلم : (( فمن وجد من ذلك شيئًا فليقل : آمنت باللَّه ورسله )) . وعند أبي داود فقولوا : { اللَّهُ أَحَدٌ @ اللَّهُ الصَّمَدُ } السورة ، (( ثم ليتفل عن يساره ، ثم ليستعذ )) .
وعند أحمد عن عائشة : (( فإذا وجد أحدكم ذلك فليقل : آمنت باللَّه ورسوله ، فإن ذلك يذهب عنه )) .
وهذا السؤال ينشأ عن جهل مفرط إن خرج من الآدمي ، فإن كان من الشيطان فهو سبيله لإغواء الإنسان ، فيجب على الإنسان أن يعتصم باللَّه فيستعيذ به ولا يجيبه ، وفي ذلك ذم كثرة السؤال .
وفي حديث ابن أبي شيبة عن ابن عباس قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : إني أحدث نفسي بالأمر لأن أكون حممة أحب إليَّ من أن أتكلم به ، قال : (( الحمد للَّه الذي رد أمره إلى الوسوسة )) .
وفي حديث أبي داود عن أبي هريرة قال : جاء أناس إلى النبي صلى الله عليه وسلم من أصحابه فقالوا : يا رسول اللَّه ، إنا نجد في أنفسنا الشيء يعظم أن نتكلم به ، ما نحب أن لنا الدنيا ، وأنا تكلمنا به ، فقال : (( أَوَ قد وجدتموه ؟ ذاك صريح الإيمان )) .
وليس المراد أن الوسوسة نفسها صريح الإيمان ، بل إن هذه الوسوسة من الشيطان وكيده ، لكن صريح الإيمان هو الذي يجعلهم يتعاظمون ذلك ويمنعهم من قبول ما يلقيه الشيطان في نفوسهم .
وانظر كيف أن العلاج من ذلك ألا نجيبه ولا نرد عليه ؛ لأنك إن رددت عليه استهواك وأوقعك ، فإما أن يضيع وقتك الذي هو رصيدك لعمل الصالحات ، وإما أن يجعلك في شكوك وشبهات لا تتخلص منها . ومما ذكره ابن حجر قال الخطابي : وجه هذا الحديث أن الشيطان إذا وسوس بذلك فاستعاذ الشخص باللَّه منه وكف عن مطاولته في ذلك اندفع ، قال : وهذا بخلاف ما لو تعرض أحد من البشر بذلك ، فإنه يمكن قطعه بالحجة والبرهان . قال : والفرق بينهما أن الآدمي يقع منه الكلام بالسؤال والجواب والحال معه محصورة ، فإذا راعى الطريقة وأصاب الحجة انقطع ، وأما الشيطان فليس لوسوسته انتهاء ، بل كلما ألزمه حجة زاغ إلى غيرها ، إلى أن يفضي بالمرء إلى الحيرة . نعوذ باللَّه من ذلك .
وقال : على أن قوله : من خلق ربك كلام متهافت ينقض آخره أوله ؛ لأن الخالق يستحيل أن يكون مخلوقًا ، ثم لو كان السؤال متجهًا لاستلزم التسلسل وهو محال ، وقد أثبت العقل أن المحدثات مفتقرة إلى محدث ، فلو كان هو مفتقرًا إلى محدث لكان من المحدثات .
وقال الطيبي : إنما أمر بالاستعاذة والاشتغال بأمر آخر ولم يأمر بالتأمل والاحتجاج ؛ لأن العلم باستغناء اللَّه جل وعلا عن الموجد أمر ضروري لا يقبل المناظرة ، ولأن الاسترسال في الفكر لا يزيد المرء إلا حيرة ، ومَن هذا حاله فلا علاج له إلا الملجأ إلى اللَّه تعالى والاعتصام به . واللَّه أعلم .

0
مذهب السلف في رؤية الله عز وجل

يقول الله عز وجل في القرآن الكريم حين ذكر القيامة: وجوه يومئذ ناضرة. إلى ربها ناظرة {القيامة: 22، 23}، فأضاف النظر إلى الوجوه والذي يمكن به النظر في الوجوه، ولكن رؤيتنا لله عز وجل لا تقتضي الإحاطة به ؛ لأن الله تعالى يقول: ولا يحيطون به علما {طه: 110}، فإذا كنا لا يمكن أن نحيط بالله علمًا - والإحاطة العلمية أوسع وأشمل من الإحاطة البصرية - دل ذلك على أنه لا يمكن أن نحيط به إحاطة بصرية، ويدل لذلك قوله تعالى: لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار {الأنعام: 103}، فالأبصار وإن رأته لا يمكن أن تدركه، فالله عز وجل يرى بالعين رؤية حقيقية، ولكن لا يدرك بهذه الرؤية ؛ لأنه عز وجل أعظم من أن يحاط به، وهذا هو الذي ذهب إليه السلف ويرون أن أكمل نعيم ينعم به الإنسان أن ينظر إلى وجه الله عز وجل، ولهذا كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم : "أسألك لذة النظر إلى وجهك". قال: "لذة النظر" ؛ لأن لهذا النظر لذة عظيمة لا يدركها إلا من أدركها بنعمة من الله وفضل منه، وأرجو الله تعالى أن يجعلني وإياكم منهم، هذه هي حقيقة الرؤية التي أجمع عليها السلف.
أما من زعم أن الله لا يُرى بالعين وأن الرؤية عبارة عن كمال اليقين، فإن قوله هذا باطل مخالف للأدلة ويكذبه الواقع، لأن كمال اليقين موجود في الدنيا أيضًا، قال النبي صلى الله عليه وسلم ، في تفسير الإحسان: "الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك". وعبادتك لله كأنك تراه هذا هو كمال اليقين، فدعوى أن النصوص الواردة في الرؤية تعني كمال اليقين؛ لأن المتيقن يقينًا كاملاً كالذي يشاهد بالعين دعوى باطلة وتحريف للنصوص، وليس بتأويل بل هو تحريف باطل يجب رده على من قال به، والله المستعان.
بالله

0
" ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ "

أن المولى سبحانه وتعالى قد جمع بينها فى آية واحدة فى قوله تعالى : " هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا
تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ " ( الحديد/ 4 ) والاستواء جاء فى القرآن على ثلاثة أوجه :
الأول :- مقيد بإلى كقوله تعالى : " ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ " أى قصد .
الثانى :- مقيد بعلى كقوله تعالى : " لِتَسْتَوُوا عَلَى ظُهُورِهِ " ومعناها العلو عليها .
الثالث :- مطلق كقوله تعالى : " وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى " أى كمل .
فاستواء الله على عرشه يعنى علوه عليه علواً يليق بجلاله وعظمته وهى صفة لله عز وجل دل عليها القرآن والسنة والإجماع .
فالله سبحانه مستو على عرشه يقرب من خلقه متى شاء وكيف شاء فإن قيل كيف يفعل ذلك ؟ فالجواب :- أن الله أخبرنا باستوائه ونزوله ولم يخبرنا كيف ولا سبيل لعلم ذلك إلا بإخباره سبحانه .
أما عن قوله تعالى : " وَهُوَ مَعَكُمْ " .
فإن معية الله تنقسم قسمين :-
­ المعية وهى تقتضى معية الإحاطة والقدرة والعلم والتدبير كقوله تعالى : " وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَمَا كُنْتُمْ " .
­ والمعية الخاصة وهى معية النصر والتأييد وهى مختصة بالرسل وأتباعهم كقوله تعالى : " إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ " .
ولا منافاة بين العلو لله سبحانه ومعيته لأن ذلك لا يستلزم الاختلاط والحلول فقد تقول : يسير القمر مع المسافر مع أن القمر فى السماء . كيف مع أننا لو تصورنا التناقض فى حق المخلوق فإن ذلك لا يستلزم تناقضاً فى حق الخالق سبحانه لأنه ليس كمثله شىء .
وهذا ما أجمع عليه سلف الأمة لا مخالف لهم من أئمة الهدى .
­ روى الإمام أحمد عن مالك بن أنس قال : الله فى السماء وعلمه فى كل مكان لا يخلو من علمه مكان .
وحكى الأوزاعى إمام أهل الشام شهرة القول فى زمن التابعين بالإيمان بأن الله تعالى فوق العرش .
وسُئل أبو حنيفة عمن قال : لا أعرف ربى فى السماء أم فى الأرض ؟ فقال : قد كفر لأن الله يقول : " الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى " وعرشه فوق سبع سموات .
وقال الترمذى : هو على العرش كما وصف فى كتابه ، وعلمه وقدرته وسلطانه فى كل مكان.

0
ماذا تنتظر .... باب التوبة مفتوح ..!!!!!؟؟؟؟


لماذا التوبة ؟

الحمد لله غافر الذنب وقابل التوب, شديد العقاب, الفاتح للمستغفرين الأبواب والميسر للتائبين الأسباب, والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

كلنا ذوو خطأ:

كلنا مذنبون... كلنا مخطؤون.. نقبل على الله تارة وندبر أخرى, تراقب الله مرة وتسيطر علينا الغفلة أخرى...
لا نخلو من المعصية ولابد أن يقع منا الخطأ؛ فلست أنا وأنت بمعصومين؛ «كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون» [رواه الترمذي وحسنه الاألباني].
 ولكن... ما التوبة؟          

التوبة هي الرجوع عما يكرهه الله ظاهرًا أو باطنًا، إلى مايحبه الله ظاهرًا و باطنًا... هي اسم جامع لشرائع الإسلام وحقائق الإيمان...

هي الهداية الواقية من اليأس والقنوط, هي الينبوع الفياض لكل خير وسعادة في الدنيا والآخرة...

هي ملاك الأمر ومبعث الحياة ومناط الفلاح.. هي أول المنازل وأوسطها وآخرها, هي بداية العبد ونهايته...

 ولماذا نـتـوب؟           

قد يسأل سائل: لماذا أترك المعصية وأنا أجد فيها متعتي؟!...

لماذا أدع مشاهدة الأفلام وسماع الأغاني وفيها راحتي؟!...

ولماذا أمتنع عن المعاكسات الهاتفية وفيها بغيتي؟!..

ولماذا أتخلى عن النظر إلى الحرام وفيه سعادتي؟!..

لماذا أتقيد بالصلاة والصيام وأنا لا أحب التقيد والارتباط؟!... ولماذا ولماذا ...

أليس ينبغي على الإنسان فعل ما يسعده ويريحه ويجد فيه سعادته؟!؛ فالذي يسعدني هو ما تسميه معصية.. فـلـمَ أتوب؟!

وقبل أن أجيبك على سؤالك أخي الحبيب.. لابد أن تعلم أنني ما أردت إلا سعادتك, وما تمنيت إلا راحتك، وماقصدت إلا الخير لك في الدارين....

والآن أجيب عن السؤال وأقول... لأن التوبة:

 1 - طاعة لأمر ربك سبحانه وتعالى؛ فهو الذي أمر بها فقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا} [سورة التحريم: 8]، وأمر الله ينبغي أن يقابل بالامتثال والطاعة.

 2 - سبب لفلاحك في الدنيا والآخرة, قال تعالى: {وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [سورة النور: 31]؛ فالقلب لايصلح ولا يفلح ولا يتلذذ, ولايسر ولا يطمئن, ولايطيب إلا بعبادة ربه والانابة إليه.

 3 - سبب لمحبة الله تعالى لك؛ قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ} [سورة البقرة: 222]، وهل هناك سعادة يمكن أن يشعر بها إنسان بعد معرفته أن خالقه ومولاه يحبه إذا تاب إليه؟!

 4 - سبب لدخولك الجنة ونجاتك من النار قال تعالى: {فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ ۖ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا ﴿59﴾ إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَٰئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ شَيْئًا} [سوة مريم: 60-59]، وهل هناك مطلب للإنسان يسعى من أجله إلا الجنة؟!

أخي الـمـسـلـم... أختي الـمـسـلـمـة...

 ألا تستحق تلك الفضائل -وغيرها كثير- أن نتوب من أجلها؟!           
لماذا نبخل على أنفسنا بما فيه سعادتها؟!.. لماذا نظلمها بمعصية الله ونحرمها من الفوز برضاه؟!.... جدير بنا أن نبادر لإلى ما هذا فضله وتلك ثمرتة

قـدم لنـفسك تـوبة مرجـوة *** قبل الممات وقبل حبس الألسن
بادر بها غلق النفوس فإنها *** ذخر وغنم للمنيب المحسن

0
قصة رائعة عن قارئ القرءان

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قصة جميلة عن القران لماذا نقرأ القران حتى لو لم نكن نفهم مفرداته العربية جيدا
عجوز امريكي مسلم يعيش في مزرعة في جبال شرق كنتاكي مع حفيده الصغير
في كل صباح الجد يستيقظ باكرا ويجلس على طاولة المطبخ ويقرأ القران.
حفيده الصغير كان يريد ان يصبح مثل جده لهذا كان يحاول تقليده بكل طريقة ممكنة وفي أحد الايام سأل الحفيد جده قائلا (جدي انا احاول ان اقرأ القران مثلك , لكنني لم افهم كلماته والذي افهمه انساه وسرعان ما اغلق الكتاب , ما هي الفائدة المرجاة من قراءة القران.
الجد بهدوء وضع الفحم في المدفأة واجاب (خذ سلة الفحم الى النهر وأملئها بالماء )
قام الولد بعمل ما طلبه منه جده , لكن كل الماء تسرب من السلة قبل ان يصل عائدا الى المنزل.ضحك الجد وقال: (يجب عليك ان تكون اسر ع في المرة القادمة) ثم بعثه مرة اخرى الى النهر مع السلة اسرع, ولكن مرة اخرى السلة فرغت قبل وصوله المنزل.كان يتنفس لاهثا.واخبر جده انه من المستحيل ان احمل الماء بهذه السلة,وذهب ليحضر دلوا بدلا من السلة.الرجل العجوز قال (انا لا اريد دلوا من الماء , بل اريد سلة من الماء.انت فقط لم تحاول بجهد كاف)
 ثم خرج ليشاهد الولد يحاول مرة اخرى , في هذه الاثناء ادرك الولد انها مهمة مستحيلة , لكنه اراد ان يثبت لجده انه حتى لو ركض بأسرع ما يستطيع , الماء سوف يتسرب قبل ان يصل عائدا الى المنزل .فقام الولد رمى بالسلة في النهر وركض بسرعة وبجهد.ولكنه عندما وصل الى البيت وجد ان السلة فارغة مرة ثالثة.فقال وهو يلهث , انظر جدي ...انها غير مجدية
أجاب الجد اذن انت تظن انها غير مجدية ؟ا نظر الى السلة نظر الولد الى السلة وللمرة الاولى ادرك ان السلة مختلفة.كانت سلة متسخة تنقل الفحم القديم والان اصبحت نظيفة من الداخل والخارج.
بني أجابه الجد : هذا ما يحصل عندما تقرأ القران.من الممكن أن لا تفهم شيئا او تتذكر اي شيء ولكن عندما تقرأه مره بعد مره بعد مره .سوف تتغير
داخليا وخارجيا.هذا عمل الله في حياتنا ....

اتمنى لكم خير العمل واكثر الاجر يارب . . . .

0
ما الفرق بين الله و اللة

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لاحظت في العديد من المنتديات امرا خطيرا جدا..

وهو عدم التفريق بين كتابة لفظ الجلاله (الله)

وكلمة اللة ...

احبتي الفرق بينهما هو
 1 - ان لفظ الجلاله يكون الحرف في نهايته حرف الهاء الذي يظهر بين حرفي الخاء والعين ..وليس الذي بين حرفي الواو والالف المقصوره .......

 2 - ولكن مايكتبه البعض وللأسف الشديد بكتابته "اللة" وفي نهايته التاء المربوطة الواقعة بين حرفي الواو والالف المقصوره على الكيبورد..وجميعنا يعلم انها غير مقصوده ولكن تشابه الحروف يجعل التوهم كثيرا ..ولكن لنتيقظ تجاه امرا يمس الله سبحانه وتعالى

وكلمة اللة التي ورد ذكرها في النقطة الثانية اعلاه لو تلفظناها لكانت اصبت اللات وهي الصنم الذي هدم عند فتح مكة

أحبتي فارجو منكم ان تنتبهوا وتتيقظا وتكونوا حذرين جدا من هذا الامر

اللهم بلغت اللهم فأشهد

دائما وابدا الله ....

امانه ياقارئ الموضوع ..عضوا كنت ام ضيفا ..انشر هذا الموضوع في المنتديات قدر الاستطاعة .انشرها عبر الماسنجر .الايميل.....ولاحرمكم الله من الأجر

دمتم بحفظ الله

تحياااااااااااااااااتي

0
ﻻ تنسى و أنت ساجد

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لا تنسى وانت ساجد
اقرب مايكون العبد إلى ربه وهو ساجد....

×خايف الله مايقبل عملك
(ربنا تقبل منا إنك انت السميع العليم)

×خايف يزوغ قلبك
(ربنا لاتزغ قلوبنابعد إذهديتنا وهب لنامن لدنك رحمة إنك أنت الوهاب)


تريد ذرية صالحة
(رب هب لي من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء)
(رب لاتذرني فردا وانت خير الوارثين)

×نفسك بيت مباركلك فيه
(رب أنزلني منزلا مباركا وانت خير المنزلين)

تريد الشهادة
(ربنا ءامنا فاكتبنا مع الشاهدين)

تريد الله يلهمك الصبر
(ربنا أفرغ علبنا صبرا وتوفنا مسلمين)

×شايل هم كبير
(حسبي الله لاإله إلا هو عليه توكلت وهورب العرش العظيم)

×ماأنت موفق بحايتك
(وماتوفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب)

×حزين بحياتك
(إنما أشكوا بثي وحزني إلى الله)

تريد ان تحافظ على الصلاة انت وذريتك
(ربي اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي ربنا وتقبل دعاء)

×ضايق صدرك
(قال رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري)

×جاهل
(رب زدني علما)

×تبعد الشياطين عنك
(وقل رب أعوذ بك من همزات الشياطين وأعوذ بك رب أن يحضرون)

×مريض
(وأيوب إذ نادى ربه أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين)

×خايف من عذاب جهنم
(ربنا اصرف عنا عذاب جهنم إن عذابها كان غراما)

تحبين ان يكون زوجك وعيالك مسخرين لك
(ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين و اجعلنا للمتقين إماما)

هل تريد بيت بالجنة
(رب ابن لي عندك بيتا في الجنة)

لاتنسى ان تترك وراءك كلمة طيبة تشهد لك امام الله

 
تعريب وتطوير مدونة الفوتوشوب للعرب | تعديل التصميم : ابوعبدالله عبداللطيف بن أحمد المصرى | 01148521721 |
جمعية أنصار السنة المحمدية .. فرع الخصوص © 2011 | عودة الى الاعلى
Designed by Chica Blogger